سياحتنا الداخلية بين جمالها ونواقصها
سعيد بن أحمد القلهاتي
لقد حبا الله عز وجل بلادنا الحبيبة عمان بمواقع سياحية تُعد في قمة الروعة والجمال وما أضاف إليها حسناً وجمالا هي نعمة الأمن والأمان التي تتمتع بها السلطنة الغالية وهذا يعود أولا لفضل الله عزا وجل وفضل الحكومة الرشيدة بقيادة مولانا حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم حفظه الله ورعاه الذي أرسى دعائم الأمن والأمان منذ الوهلة الاولى لتوليه مقاليد الحكم في البلاد وصار على هذا النهج حفظه الله ورعاه حتى يومنا هذا وإلى الدوام بإذن الله تعالى .. وهذا بشهادة المجتمع الخارجي بأسره ، مما جعل أن يزدهر الجانب السياحي في البلاد ، وحدى ذلك بالمواقع السياحية أن تستقطب أعداد هائلة من السياح سواء من داخل السلطنة أو خارجها .
ولكن هناك ثمة ملاحظات على الجهات ذات الشأن سواء أكانت حكومية أو قطاع خاص تكمن هذه الملاحظات في العديد من النواقص التي تفتقر إليها هذه المواقع حيث ينقص بعضها العديد من الخدمات كالمرافق الصحية (دورات المياه) والمآوي (الاستراحات) ،، والمطاعم والمقاهي ومظلات الجلوس ، والمصليات ، والمتنزهات ، ومواقف المركبات الكافية ، فهناك الأودية الجميلة وهناك الشطآن والفلوات وهناك المعالم التراثية والتاريخية تجدها تعج وتزدحم بالزوار والسائحين ولكنهم في حقيقة الأمر يتأثر القلب ويحزن على واقعهم المرير الذي يعيشونه أثناء سياحتهم ، فهناك الكثير من الأسر ذات العنصر النسائي من تترك موقعها وتلجأ إلى طرق أبواب البيوت لأجل قضاء حوائجها وآداء الصلوات في المنازل الواقعة بالحارات القريبة من هذه المواقع ، وهناك من التجمعات التي تجدها تتنقل من مكان لآخر بحثا عن الظل الذي تستظل تحته من حرارة الشمس ، والآخر من يبحث هنا وهناك عن البقالات والمطاعم لشراء الاكل والشرب ، ومحلات بيع مستلزمات الرحلات .
إن بتوافر هذه النواقص قد تشجع السائح على عدم اللجوء للخروج للسياحة الخارجية وبالطبع ليس الكل قادر على السفر بل وليس الكل يفضل أن يخرج خارج بلده للسياحة ، وهذا ما ترجمته الحركة السياحية منقطعة النظير أثناء طيلة فترة الأجازة الأخيرة بمناسبتي المولد النبوي الشريف والعيد الوطني الثامن والاربعين المجيد وعطلة نهاية الاسبوع ، وهذا ماشاهدته ولحظته بنفسي أثناء زيارتي للعديد من الأماكن السياحية سواء بمحافظة مسقط او محافظة جنوب الباطنة أو الشريط الساحلي الشرقي لولاية قريات ، ومعايشتي الفعلية لوضع المواقع السياحية بنيابة طيوي كالاودية والشواطيء وغيرها من الأماكن . حيث لم يبقى شبرا من هذه المواقع السياحية ولا معلما تراثيا أو تاريخيا أو دينيا إلا واكتض بالزائرين بل ولن تجد موقف لمركبتك مما يجعل الزائر أن يضطر إلى مغادرة بعض المواقع نظرا لعدم توفر مواقف المركبات .
أعزائي المسؤولين الحكوميبن الكرام وأعزائي مسؤولي القطاع الخاص : الأمر أصبح جدا مهما ولايحتمل التسويف وأصبح من الضرورة بمكان أن يتم تهياة هذه الاماكن تهيأة صحيحة تكفل توافر بها كل المقومات السياحية التي ترغِّب السائح ويفضلها أيما تفضيل عن السفر للخارج ،، ولنجدد شعار *”السياحة تثري”* الذي أصبح في حقيقة الأمر ضمن عالم النسيان ولا ترجمة له تُذكر للأسف الشديد ، ولنأخذ بأيدي زائرينا ليجدوا ضالتهم لأجل أن يكون تفضيلهم وشعارهم *”السياحة عمانية بحتة”* .
وبالله التوفيق والسداد .