نشوة حلم الصبا…
خلفان بن ناصر الرواحي
وتنمو بيننا يا حُلم الصبا
تلك اللهفة الجامحة
وذلك الشعور الشبابيّ المتوقد
الذي لا أجد له اسماً
ولا أجد له منهجاً
ومن بعض أوصافه: الحبّ اللامتناهي
منذ عرفتك
فعادت الحياة توقظني
وعادت السعادة تقطنني
ليس الأمر معجزة
ولا صدفة مُقدّرة
ولكن..
لمجرد أننا نتصاحب مع ذاتنا
ولمجرد أننا نقطن فضاءً واسعاً
ولمجرد أننا نقتبس..
من بحرٍ واحدٍ
ونهرٍ واحدٍ
وحُلمٍ واحدٍ
وتشرق علينا شمسٌ واحدة
أيها الحلم..
أيقظني من عفويتي
ومن رقدةٍ سَكنتْ طويلاً
وراعِني أنني صحبتكَ وعرفتك
وأسميتك النجاح والتفاني
وكلّ يومٍ أستفيق من كبوتي وأنهض وأنفض ثيابي من رمادي
وأستنشق هوائي من هوائي
وأستيقظ على صوتي
وحلم الصبا الذي يرافقني
وأنا أردّد في كل يومٍ:
صباح الودّ أيتها السعادة والفرح…
ولأني أعشق الحلم
صار كل ما أراه جميلاً
وكل ما ألمسه بيدي يستنير
ويرشدني بضوئه
ولأني أتلهّف العشق بك
أحب كل مَن حولي
في بيتي
في بلدي
في وطني
وفي العالم كله
وأحب أحلامه وأطفاله
وأشجاره وأنهاره
وبحاره وقِفاره
سهوله وجباله
أرضه وسماءه
وكل ما يدبّ في هذا الكون الواسع…
ليشعل شمعة روحي المنطفئة
ويُعيد صمتَ الأقلام الصامتة
ويفتح آفاق البوح المختزنة
ويعيد صفحات الأوراق المهترئة
ويشتعل الفرح
ليعيد زهو الألوان إلى الروح
والجسد
مغنياً ولاهثاً كطفلٍ صغير ..
وفي شخصيتي يتولد الحلم بالصورة ذات الأبعاد اللامتناهية
بأملٍ جديد لكل يوم
ولأعيش معك بِاسم حلم الصبا
ولي معك في كل يوم حكاية
وحبّ جديد
وباستمرارٍ يتجدد معك
لأمارس لذّة الإبداع لك
ولكل شيء صار يحمل اسمك
وصار يترنم بصوتك
في كل لحظةٍ من عمري
فأنت رفيقي وشريكي
وحتى حينما أحاول الهرب منك
إلى براري التقاعس
ويتصادف أن يكون قلمي
قرب أذني
أو يتهاوى إلى السقوط
أنصِت لنبضات قلبي
ودقات ساعتي
فهي تردد اسمك
لحظة بلحظة
لتوقظني فأستفيق
بنغمة ونشوة الصمود
لبلوغ نشوة النجاح
والفرح