الإدارة المدرسية النشأة والتطور
الدكتور: سعيد بن راشد بن سعيد الراشدي
31/3/2021 م
تعتبر الإدارة من المفاهيم البارزة التي استقطبت اهتمام الدارسين، والباحثين لما لها من دورٍ كبيرٍ، وأثر فاعل في مختلف جوانب حياتنا اليومية عملية كانت أو غيرها. وفي مقالنا هذا بإذن من الله وتوفيقه سوف نتطرق لمفهوم الإدارة، وكذلك الإدارة المدرسية من خلال النشأة والتطور.
ونحن نعيش هذا العصر- العصر الرقمي – المتسارع في مختلف المجالات، ونتعايش مع كثير من التطورات الهائلة ومنها الثورة الصناعية الرابعة، وما نتج عن ذلك من تقدم علمي هائل، وتطور سريع في مختلف مجالات الحياة الاجتماعية والاقتصادية وغيرها. هذا كُله ساعدَ كثيراً على الاهتمام بالإدارة، والحرص الشديد عليها من خلال دراستها وتطويرها وتحسينها للاستفادة منها ومن تطبيقاتها في مختلف مناحي الحياة. ولقد جاء في (عربيات، 2007) إن علم الإدارة متطلب أساسي لمختلف المجالات.
ونجد إن الُكتًاب والمتخصصون لم يتفقوا على تعريف واحد للإدارة، بل تعددت تعاريفهم كلٌ حسب ثقافته وتخصصه فلقد عرفها”أوليفر شيلدون” كما ورد في (عابدين ،2001، 20) بأنها: “وظيفة يتم بموجبها رسم السياسات والتنسيق بين الأنشطة، وتصميم الهيكل التنظيمي لها، والقيام بأعمال الرقابة على كافة أعمال التنفيذ”.
وقد عرفها (المحمدي، 2013) بأنها: “عملية إنسانية اجتماعية تتناسق فيها جهود العاملين في المنظمة أو المؤسسة كأفراد وجماعات لتحقيق الأهداف التي أنشئت المؤسسة من أجل تحقيقها، متوخين في ذلك أفضل استخدام ممكن للإمكانيات المادية والبشرية والعينية المتاحة للمؤسسة”.
ويتضح لنا أن العمل الإداري يتمثل في كل نشاط إنساني يرمي إلى تنظيم جهود مجموعة من الأفراد بشكل منظم؛ وذلك بغرض تحقيق مجموعة من الأهداف التي رُسمت مسبقاً في أي مؤسسة كانت.
وهنا نجد أن الإدارة المدرسية تهتم وتحرص على تنفيذ عمليتي التعليم والتعلم داخل المدرسة. وهي الوحدة القائمة بتنفيذ السياسة التعليمية بشكل عام، ويعتبر ذلك مسؤولية جميع العاملين بالمدرسة كلاً حسب قدراته والكفايات التي يمتلكها لتحقيق الأهداف المطلوبة. لذلك بدأ الاهتمام بالإدارة المدرسية، لما لذلك من أهمية كبيرة في عملية التخطيط الجيد للسياسة التعليمية بصورة عامة.
أما عن نشأة الإدارة المدرسية وتطورها وكما جاء في (القيسي والشيباني، 2000) فهي تعود إلى بدايات نشأة المدارس، وتطورها، فلم تكن الإدارة المدرسية إلا سلسلة من الفعاليات والأنشطة التي تعتمد على الصفات، والمهارات الشخصية لمن يتولى إدارة المدرسة لتيسير العمل وانتظامه بالمدرسة.
وقبل ظهور المدارس فكانت الكتاتيب تمثل المرحلة الأولى من التعليم، حيث كان المعلم في هذه الكتاتيب يتحمل مسؤولية الضبط، والتوجيه إلى جانب مهمته في التأديب، وتعليم أمور الدين وغرس الأخلاق وتعليم القراءة والكتابة، وقد ظهرت المدارس لأول مرة في بغداد عام 459 هـ، كما ظهرت في مصر لأول مرة في عهد السلطان العثماني محمد علي ولكنها أغلقت، ثم أعيد فتحها في عهد الخديوي إسماعيل في عام 1863م.
ومن خلال التطور السريع والهائل في عصرنا هذا والثورة المعلوماتية الهائلة والسريعة في مختلف المجالات والقطاعات؛ انتشر التعليم بكافة مستوياته، وتعددت المسؤوليات المُلقاة على المدرسةِ، وانتقلت المدرسة وإدارتها إلى تلبية مطالب المجتمع المختلفة من خلال تأمين التعليم للجميع، وغرس القيم الحميدة في نفوس الناشئة وتعزيزها، وهذا كُله ساعد بصورة كبيرة على تطوير وتحسين مختلف جوانب التعليم في الدول بكافة قطاعاتها المختلفة بأسلوب يتفق مع متطلبات مجتمعاتها والفلسفة التروية السائدة فيها.