2024
Adsense
مقالات صحفية

الطفل الموهوب وخصائصه السلوكية

الدكتور: سعيد بن راشد بن سعيد الراشدي

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على معلم البشرية الهادي الأمين محمد صلى الله عليه وسلم، وبعد:
تتداول بين الناس مفردات كثيرة ومنها نسمعهم كثيراً يرددون فيما بينهم بأن هذا الطفل ذو موهبة كبيرة، وذاك يتمتع بذكاء كبير، وآخر يتميز عن أقرانه بصفات مختلفة. ونعرجُ في هذا المقال بعوناً من الله وتوفيقه على هذه الفئة من الأطفال التي سوف نتناول من خلال هذا المقال التعريف بالطفل الموهوب وما يتميز به من خصائص سلوكية تميزه عن بقية أقرانه، والدور الفاعل للأسرة والجهات المعنية لرعاية هذا الطفل والاهتمام به، واحتضانه لتنمية تلك الموهبة التي يتميز بها.

فمن هو الطفل الموهوب؟
تعددت الآراء والاتجاهات العامة في تعريف الموهوب تبعاً لاختلاف الفلسفات الاجتماعية من مجتمع لأخر. فركزت بعض التعاريف على القدرات العقلية للطفل، وبعضها ربط تلك الموهبة بالأداء التحصيلي المرتفع للطفل، وأيضاً تم ربط الموهبة لدى الأطفال بقدرتهم على التفكير الإبداعي الخلاق.

ومن خلال الدراسات التي اهتمت بدراسة هذا المجال نذكر بعض تعاريف الطفل الموهوب والذي يُعرف بأنه: الطفل الذي يظهر أداء متميزاً وعالياً مقارنة مع مجموعته العُمرية التي ينتمي إليها .
كذلك هو الطفل الذي يتميز بقدرة عقلية عالية حيث تصل نسبة ذكائه إلى “130” كما جاء في أبحاث ودراسات لويز تيرمان وهولنجورث. كذلك يتميز الطفل الموهوب بقدرات مختلفة وعالية منها القدرة على التفكير الإبداعي.

ويمكن لنا أن نعرف الطفل الموهوب في مقالنا هذا: بالطفل الذي يمتلك خصائص، وقدرات عقلية، وفنية ومهنية يختلف بها، وتميزه عن بقية الأطفال في عمره السني التي تميزه عن بقية أقرانه، وقد أشارت بعض الدراسات كما جاء في (الروشان، 2001). بأن الموهوبين يتصفون بمجموعة من الخصائص مثل: الخصائص الجسمية والتي تتمثل في:
النضج المبكر بالنسبة للعمر السني للطفل، والتمتع بالصحة الجيدة، وبنية الجسم القوية، والحركة المستمرة وطاقته العالية.
كذلك نجد الأطفال الموهوبين يتميزون بخصائص عقلية تميزهم عن بقية الأطفال، وتتمثل في:
سرعة الفهم وسرعة التعلم والحفظ، امتلاك القدرة على عملية التحليل، وربط الخبرات السابقة بالخبرات الحديثة. ويتميز الموهوبين كذلك بعملية التفكير الإبداعي والمنطقي، والملاحظة الدقيقة، وأيضاً استخدام الأسلوب العلمي لحل المشكلات، وغيرها من الخصائص العقلية الكثيرة.

الخصائص الانفعالية والاجتماعية،
أما عن الخصائص الانفعالية والاجتماعية للموهبين فتتمثل في انفتاحهم بصورة كبيرة على محيطهم الخارجي، والتحمس لحل المشكلات الاجتماعية، ويتميزون بالدافعية العالية، وتحمل المسؤولية والقدرة على القيادة.

إن تلك المواهب التي يتميز بها الأطفال الموهوبين إن لم تجد ذلك الاحتضان والرعاية الشاملة والتنمية المتكاملة، والتعزيز من قبل النواة الأولى للتربية في المجتمع ألا وهي الاسرة، وكذلك المدرسة، ومتخذي القرار فبدون شك ستذبُل وتضعف، ولكن يجب على الأسرة أولاً والمتمثلة في الوالدين الاهتمام بأبنائهم وتشجيعهم وتنمية مواهبهم وصقلها؛ لكي تنمو وتترعرع بصورة أكبر، ومحاولة توفير كل ما يلزم لتنمية تلك الموهبة، وخاصة ونحن نعيش عصر المعرفة، وعصر الثورة الصناعية الرابعة في مختلف نواحي الحياة ومجالاتها.

ويأتي الدور الفاعل للمدرسة كذلك لصقل تلك المواهب في الناشئة بتنميتها وتطويرها وتعزيزها من خلال حُسن اختيار البرامج والأنشطة التعليمية المختلفة، وإعداد البرامج المناسبة لكل موهوب والتي من خلالها تنمو وتتطور تلك المواهب لدى الناشئة، وعلى متخذي القرار رعاية تلك المواهب وتنميتها وتوفير كل ما يلزم لتطويرها وتحسينها وتعزيزها، وتكريم أصحابها فهم أعمدة الأوطان وهم من يدفعون بعجلة التقدم للأمام ويصنعون التنمية والتطور مستقبلاً في البلاد .

لغات أخرى – Translate

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights