فلسطين
نصراء بنت محمد الغماري
إلى فلسطينَ أسرى القلبُ و ارتحلا
وحول مسجدِها كم طاف و ابتهلا
أرضُ النبوةِ مسرى الوحي ما انطفأت
فوجهُها لم يزل بالنورِ مشتعلا
تاريخُها بسمةُ الأمجادِ تقرأها
الدنيا كتاباً بنورِ اللهِ مكتملا
القدسُ عاصمةُ الأنوارِ ليس بها
لليلِ- مهما سجى- دارٌ و إن صهلا
القدسُ أبجدُ سِفرِ المجدِ ما برحت
فيها السماءُ ثبثُ النورَ و الرسلا
فيها ترى هيبةَ التاريخِ حاضرةً
ترتلُ المجدَ في آفاقِها مثلا
ترى الصباحاتِ ألحاناً و زقزقةً
فلم تزل تعزفُ الأحلامَ و الأملا
ما زال صوتُ صلاحِ الدينِ يملؤها
عزاً و يمنحُها عرشاً لها زحلا
ما زالتِ الأرضُ إن حجتْ تطوفُ بها
و ليس ترضى سواها للهدى بدلا
في قبةِ الصخرةِ الأيامُ ساجدةٌ
للهِ تقرأُ فيها الأُنْسَ مكتحلا
هذي فلسطينُ أولى القبلتينِ سنًا
شذى رؤاها أراهُ يثملُ المقلا
تظلُ معبدَ أشعاري و ركعتُها
فيها الفؤادُ كما الغيمات قد هطلا
كشافةً أحرفي من حولها وقفتْ
و خلفَها وقف الإبداعُ مبتهلا