التعليم ..الطريق الصحيح نحو المستقبل
أشرقت المعمرية
لماذا التعليم من ضمن الأولويات الوطنية في رؤية عُمان٢٠٤٠؟
للكشف النقاب عن فحوى الإجابة على هذا السؤال يجب علينا أن نستشف أهمية التعليم ودوره في تحقيق طموحات الرؤية المستقبلية للسلطنة؛ إذ أن التعليم هو الوقود الأساسي لحراك الموارد البشرية وتزويدها بالفكر الصحيح، والمعرفة العلمية والعملية لتقود الوطن بثقة نحو آفاق مشرقة .
ومن أجل الحصول على النتائج المرجوة ، استندت الاستراتيجية العُمانية للتعليم على 4 أسس ذات قيمة عالية استنبطتها بعد مناقشة مستفيضة لدراسات متخصصة لخبراء دوليين ومحليين اتفقوا على عدة نقاط وهي ” تبني أسلوب مبني على المخرجات ، ونقل المسؤوليات للمؤسسات التعليمية ،وبناء القدرات في النظام التعليمي ،وتبني إطار عمل جديد للتعليم”.
ومن هذه الشجرة ، تفرعت من أغصانها أسس 5 هي الاستراتيجيات التي توضح كل منها زاوية من زوايا كيفية تطوير التعليم في السلطنة ، وجاءت الاستراتيجية الأولى لتتحدث في مجال ” إدارة التعليم”، أما الثانية فذهبت ناصية ” استراتيجية التحاق الطلبة وتقدمهم عبر المراحل التعليمية وقطاعات العمل”، أما الثالثة اهتمت بـ ” استراتيجية بناء الجودة في التعليم”، وفي المحطة الرابعة تحدثت عن ” استراتيجية البحث العلمي والتطوير”، والاستراتيجية الأخيرة اهتمت بقطاع ” تمويل التعليم”.
أن منتدى عُمان للتعليم المدمج الذي أقيم العام الماضي ، ناقش عدة محاور عن “استراتيجيات التعليم في عُمان ٢٠٤٠ ” وتطرق إلى أبرز التحديات، وذلك من خلال طرح مجموعة من أوراق العمل حيث تم التعريج إلى “مفهوم طوارىء التعليم” والذي يحتاج إلى التفاتة أكبر للحديث عنه عند النظر للوقت الحالي وما يواجهه التعليم بشكل عام .
خاصة الوضع الراهن المتمثل في “استشعار حالة الطوارئ في مجال التعليم” وما يمر به العالم في ظل تداعيات جائحة كورونا التي تسببت في توقف التعليم في بداية الوباء ، ثم ما لبثت أن واكب التعليم طرقًا وبدائلا أخرى تضمن استمرارية قطار العلم والتعلم بشكل تدريجي.
لقد واجهت التقنيات المستخدمة لتلبية الرغبة لدى السلطنة ودول العالم بالعديد من الصعوبات والتحديات منها مشكلة البنى التحتية في قطاع شبكات الاتصال ، في الوقت الذي يحتم علينا العمل بحرفية في حل تلك المشكلات بأسرع وقت ممكن لضمان استمرار الخطط والاستراتيجيات التي ترنو السلطنة لتحقيقها في هذا القطاع.
إذا أردنا أن نسلط الضوء على “حالة الطوارئ “التي تمر بها السلطنة لوجدنا أمرًا قد لا يعيه الكثير من الناس والمتمثل في اعتبار حالة الطوارئ التي تمر على السلطنة أمرًا طبيعيا نظرًا لموقعها الجغرافي ، فهي عرضة لحدوث الاعاصير والعواصف المدارية، والتي قد تسبب في عرقلة مسيرة التعليم في مختلف المراحل الدراسية في مختلف المحافظات .
ومن هذا المنطلق ، يجب علينا مواكبة الاستعدادات كبقية أجهزة الدولة الأمنية والدفاع المدني وغيرها لوضع البدائل المتاحة في المناطق المتأثرة من إيواء وتوفر الخدمات ،فجميع ذلك يعطينا انطباعا أننا نتنبأ بالقادم ، ونخطط للمستقبل لنكون على أهبة الاستعداد لمواجهة مختلف الحالات الطارئة.
تجدر الإشارة إلى أن منتدى عمان للتعليم المدمج في دورته الأولى خرج بالعديد من التوصيات المهمة ومنها ضرورة التخطيط لمواجهة التحديات التي يمكن أن تواجهنا في المستقبل بشكل أكثر اتساعًا من الآن والمتمثلة في : ضعف في الشبكة العنكبوتية بصورة عامة ، وبصورة خاصة في بعض القرى البعيدة بسبب عدم وجود بنية تحتية تقنية متكاملة، وكذلك قلة وجود خبرات متمكنة في تحويل محتوى المنهج الدراسي التقليدي إلى محتوى إلكتروني تفاعلي وهذه نقطة جدا مهمة للغاية.
وفي نهاية الأمر ، تُرى إلى أين نريد أن نصل بالتعليم في عُمان ٢٠٤٠؟
ومن التوصيات الأخرى التي يجب التركيز عليها لتحقيق طموحات “التعليم في عُمان ٢٠٤٠ “هو الإسراع في الخطى قبل انقضاء الربع الأول من المخطط الزمني للرؤية وذلك “بتطوير النظام التعليمي وتحسين مخرجاته، ورفع جودة التعليم المدرسي والعالي، وتطوير المناهج والبرامج التعليمية، إلى ذلك تعزيز روح الإنتاجية والتنافسية، ورفع مؤشرات الأداء العالمي والاعتماد العالمي، إلى جانب ذلك دعم البحوث العلمية والابتكارات بالتركيز على توفير مصادر تمويل متنوعة ومستدامة”.
إذا استطعنا رفع تلك المؤشرات السابق ذكرها ، فإننا سوف نستطيع أن نوجد مؤشر رأس المال البشري العالمي في عُمان ٢٠٤٠ ، أما التحديات فهي ستظل حاضرة ولكن الأمل أيضًا موجود، والصعوبات تواجه بالعمل على حلها من خلال الوقوف عليها والاعتراف بالإشكاليات ومواجهتها والعمل على إيجاد الحل الناجع لها ، لكي نتمكن من تحقيق الأهداف المرجوة ، عندها فقط سنعرف مكامن قوتنا وضعفنا في كل ما سوف نواجه .
إذن علينا الاستفادة من الخبرات العالمية في توجهاتنا المستقبلية من أجل مستقبل مشرق بالعلم ، وليعلم الجميع بأن الرهان الحقيقي في رؤية عُمان ٢٠٤٠ هو “الكادر الوطني” ، لذلك أصبح التعليم من أهم الأولويات في دعم الكادر البشري ، وجعله قادر على تحقيق طموحات الرؤية المستقبلية للسلطنة .