” نارديل “.. الغرفة 54”.. عملٌ سرديٌّ بنكهة الاضطرابات النفسيّة
الجزائر – العمانية
تحاول الروائية الجزائرية، سمية خالفي، أنْ تستفيد من تخصُّصها في مجال علم النفس الأرطوفوني، في كتابة أول رواية لها، والتي صدرت عن دار المثقف للنشر والتوزيع، بعنوان “نارديل.. الغرفة 54”.
تدور أحداث الرواية حول شخصية محورية، تُمثّلها فتاة تُدعى “أفراح”، دخلت في غياهب الاكتئاب؛ وتروي هذه البطلة كيف كانت خطواتها الأولى نحو هذا السرداب المظلم، وكم كانت تعاني في صمت! ثم تدخل “أفراح” إلى مصحّة نفسيّة بسبب تعقُّد حالتها، وهناك تحاول جاهدة التخلُّص من هذا الوحش الأسود، لكنّه يأبى تركها؛ وذلك بسبب الذكريات والمواقف التي تحدث معها، والتي تُعيدها، في كلّ مرّة، إلى نقطة الصفر.
وكانت البطلة تعاني في صمت نتيجة الظروف القاسية التي جعلتها تفكر، مرارًا وتكرارًا، في الانتحار، لكنّها سرعان ما تتراجع عن الفكرة، وترغب في التغيير من تلقاء نفسها محاولة العودة إلى سابق عهدها لتكون “أفراح” القديمة، لكنّ ذكرياتها والظروف التي تمرُّ بها، تجعلها تتمسّك باكتئابها، فيصبح مسامرًا لها، يُعذّبها في صحوها، قبل وسنها.
ومع مرور الوقت، تتعرّف بطلة الرواية، داخل المصحّة، على قصص أشخاص مرّوا بتجارب شبيهة بما مرّت به، لكنّهم قاوموا من أجل حياة أفضل، فتتعلّم منهم أنّ الأيام لا تقف عند كرب، وأنّ الحياة بها أيامٌ مزهرة، تستحقُّ العيش من أجلها. ويوقظ فضولَ بطلة الرواية شابٌ، كانت غرفته بجانب غرفتها، وحالته أقسى من حالتها، فتحاول معرفة من يكون، وما قصّته، الأمر الذي يجعلها تقع في حبّه، ومن ثمّ طرح سؤال هل من حق فتاة غارقة في بئر الاكتئاب، قانطة من الحياة، أن تحبّ، وهل سيكون هذا الحبُّ هو السبيل نحو الفرار من هذا الوحش الأسود؟
وتقول الروائيّة سمية خالفي، لوكالة الأنباء العمانية، إنّ هذا العمل السردي، يحتوي أحداثًا كثيرة عاشتها البطلة، سواء تلك التي تتعلّق بماضيها، أو تلك التي عاشتها داخل المصحّة النفسيّة.
كما أنّ الرواية تتناول، أيضًا، ظواهر اجتماعية كثيرة (العنف الأسري، الطلاق، التحرّش الجنسي، إدمان المخدرات، الحب، غدر الأصدقاء والخيانة).
وتشير الروائيّة إلى أنّها استلهمت، الكثير من مجريات هذا العمل الروائيّ، بعد أنْ عكفت على قراءة كتب علم النفس، وتعمّقت فيها، خاصة تلك المتعلّقة بالاكتئاب الذي يؤدّي، غالبًا، إلى حالات الانتحار التي نسمع عنها كثيرًا، وكانت الرواية طريقتها المُثلى للمساهمة في لفت الانتباه لهذه الظاهرة من خلال سرد أحداثها وفقًا لما يقتضيه العمل الأدبي، من إثارة وتشويق، وحبكة درامية.
يُشار إلى أنّ سمية خالفي، تزاول، حاليًّا، دراستها الجامعيّة، في علم النفس الأرطوفوني.