” صوتٌ من شفاه المطر “.. ديوانٌ للشاعرة ليندة كامل
الجزائر – العمانية
تغوصُ الشاعرة الجزائرية ليندة كامل، بالقارئ في عوالم من الوجد والمشاعر الإنسانية الجيّاشة، وذلك عبر نصوص مجموعتها التي صدرت تحت عنوان “صوتٌ من شفاه المطر”، عن دار خيال للنشر والترجمة.تتراوح نصوص المجموعة بين النثر والشعر، إذ تُزاوج الشاعرة بين الأسلوبين، كما تُزاوج بين مشاعر الحب والعتاب، ضمن أحاسيس مرهفة، تنمُّ عن تلقائيّة واضحة في اختيار الألفاظ والمفردات، وبناء الجمل والتراكيب.
وتقول الشاعرة ليندة كامل، لوكالة الأنباء العمانية: “حاولتُ اختيار النُّصوص العاطفية لما لها من استحضار في ذهنية القارئ العربي الذي يبحث عن الحب المفقود، وحين يقرأ (ماذا لو لم أحبك يومًا) يعيش مع كلّ قصيدة تتضمّن إسقاطات واضحة لما يعيشه، بشكل يوميّ”.
وتُعبّرُ الشاعرة عن بعض خلجاتها، بالقول:
“وهذا المساءُ كوجه أمّي
مثقلٌ بالأنين ونسمات الآهة
حافية من الأغطية
وحدها تصارع هذا الضجيج
تصرف الأيام على جسدها
تنتظر الشمس لترويها..
آه يا أمّي، كم كبُر هذا الألم
وما زال يعيش فينا”.
وتؤكد الشاعرة أنّ “الحبّ حياة”، وأنّ نصوصها “ليست إلا دعوة للحب والحياة، ربما بأسلوب مُغاير عن الحشو، فالشعرُ كالموسيقى لا يتحمّل أكثر من عزف”.
وقد تنوّعت قصائد هذه المجموعة موضوعيًا بين العتاب والحب والتغنّي بالوطن، فضلاً عمّا يختلج في النفس من مشاعر لا يُترجمها إلا فنانٌ محترفٌ، أو شاعرٌ يغوصُ في عمق الروح.
كما حملت المجموعة رسائل فكرية، ومضامين شعورية، تنوّعت بين العاطفة، والقضايا العربية والقومية، والإنسان والعالم، تمّ فيها استحضار المفردة الشّعريّة، ومخيال البناء الشّعري، مُحاطة بتجربة ناضجة، وجودة توصيل الرسائل بين السطور دون ضياع ملامح النص في موازنة بين جمالية اللُّغة، وبناء الشكل الفنيّ.
يُشار إلى أنّ ليندة كامل، حائزة على شهادة ليسانس علم النفس التربوي، وتعمل مستشارة توجيه بمركز للتكوين المهني، بدأت مسيرتها الإبداعيّة والفنيّة مع الرسم، ثمّ تحوّلت إلى الكتابة القصصية والشعرية. وسبق لها أنْ أصدرت في الشعر: “ويصحو الصبح أحيانًا” (2014)، وفي القصة: “الجثة المشوّهة” و”هواجس”.