تضرر المشاريع الصغيرة والمتوسطة بسبب جائحة كوفيد 19
تحقيق: صفاء بنت شيبان العدوي وإكرام بنت حميد المحذوري
منْ فيروس مُؤثر بالصحةِ الجسدية إلى مرض مؤثرٍ بالاقتصاد , هذا ما فعلهُ فيروس كورونا مُنذ بدء انتشار الجائجة إلى الوقت الحالي فقد غيرَ مجرى حياة الكثير من الأشخاص تغير كُلي, تغير في نمط الحياة بالتحديد فيما يتعلق بالعمل، أُغلقت الأسواق و الملاهي, مُنعتْ التجمعات و الاحتفالات , تغير نظام الدراسةِ لتُصبح دراسةً عن بُعد بالإضافةِ إلى تغيراتٍ كثيرةٍ في أنظمة العمل، كما أصبحَ المكوث في المنزل و الاعتزال الحل المُناسب لتجنبِ الإصابةِ بالفيروس, كل هذه التغيرات ساهمتْ في التأثيرِ على المؤسسات المتوسطة و الصغيرة .
نتيجة للقرارات الصادرة لمنع انتشار الجائحة من الاغلاق التام أو الجزئي و منع التجول و ايقاف العديد من الأنشطة و الأعمال ,تأثرت المؤسسات الصغيرة و المتوسطة تأثرا سلبياً ذلك يعود لانخفاض الطلب المحلي و العالمي على سلع و خدمات المؤسسات، كما لجأت المؤسسات إلى خفض تكاليفها و تسريح بعض موظيفيها. كل هذه الظروف جعلت للمؤسسات تحدياً كبيراً يكمن في إخلاص المؤسسات لتحقيق غايتها و نفقات الموظفين ووضع استراتيجيات و خطط مستقبلية للحد من المخاطر التي تسببت بها الجائحة .
أثر الإغلاق النهائي للمشاريع والأعمال:
تقول رحاب بنت قاسم اللواتية استشارية ريادة الأعمال في هذا الصدد: الإغلاق أدى الى توقف عدد كبير من المشاريع التجارية وانخفاض الطلب على عدد من الخدمات مما أدى إلى انخفاض كبير في الإيرادات مع ثبات التكلفة وتراكم المصاريف وهذا للأسف أدى إلى الإغلاق النهائي للكثير من المشاريع، بينما لجأ العديد إلى تغيير الاستراتيجيات وتوفير بدائل لتوفير خدماتهم لتقليل الآثار السلبية. و لكل شيء جانبان، للأزمة جوانب إيجابية كثيرة فقد كانت فرصة للكثير من المشاريع لمراجعة استراتيجياتها للبيع وتقديم الخدمات كما أنها غيرت من السلوكيات للمستهلك وخلق سوقا جديدا كليا، كما برزت أهمية التكنلوجيا و دفعت الجميع للابتكار والتجديد وتنويع خطوط الإنتاج وعلى غير المتوقع شهد العام المنصرم توجه أعداد كبيرة لريادة الأعمال للتنويع .
ويشارك في الحديث أحد مؤسسي المشاريع المتوسطة في مجال الاستشارات الإدارية والتسويقية أحمد الشبلي في موضوع تأثر مشروعه بهذه الجائحة عافانا وإياكم شرها, لم ثؤثر هذه الجائحة بالقدر الكبير بحكم أن الشركة كانت تعمل بنظام عن بُعد والتعامل الإلكتروني منذ بداياتها ولكن كان التحدي هو التعامل مع فترة الإغلاق وتوقف أغلب الأعمال ودخول كثير من المشاريع المستهدفة مرحلة الخسائر. وأضاف الأستاذ أحمد قائلا: حيث أن أكثر من تضرر من الجائحة هم أصحال المشاريع ممن يركزون على التعامل المباشر وكان الرابح الأكبر هم ذوات المشاريع التي دخلت مرحلة التجارة الإلكترونية والتعامل الإلكتروني مع زبائنهم وحول تخطي هذه الأزمة في ظل هذه الظروف العصيبة قال: كان لزاماً علينا أن نكثف الجهود للتحول الإلكتروني بشكل كامل وهكذا تم أو يتم تجاوز هذه الأزمة بسلام.
وانتقلنا بالحديث مع المهندس حافظ الربيعي وهو أحد رواد الأعمال قائلاً: لقد أثرت الجائحة على المشاريع الصغيرة والمتوسطة وذلك نتيجة بعض القررات التي اتخذتها اللجنة العليا في إغلاق بعض الأنشطة وأيضاً الحظر بالإضافة الى تقليص الموظفين في الحكومة بنسبة 50% وأيضا منع المستثمرين من الدخول للسلطنة نتيجة إغلاق المطارات ويقول الربيعي في هذا الصدد وهو من المتضررين لأن المشروع كان يعمل على التعامل المباشر مع الزبائن قال: لقد واجهنا قلة في الإيرادات نتيجة عدم وجود عملاء بالإضافة إلى التأخير في إنجاز التصاريح مع استمرار المصروفات كما هي وهذا أكثر ضرر قد تعرض عليه المشروع و يدل أن علينا أن نكثف الجهود للتعامل الإلكتروني مع الزبائن.
الدروس المستفادة من تحديات الجائحة:
و قالت فاطمة الحمدانية وهي صاحبة مشروع منزلي عن بعض الدروس المستفادة وقالت أن يجب على الكل في هذه الأيام أن يواكب التقدم العلمي الذي يشهده العالم ويعتمد بنسبة 70% على التعامل الإلكتروني مع الزبائن وهكذا يتم تخطي هذه الأزمات, وكما ينبغي علينا الحث وتشجيع رواد الأعمال بالبدء في تطوير أعمالهم بالتقنية الحديثة لما فيها من فوائد عدة للعامل والزبون.
وقال الربيعي عن بعض الدروس المستفادة في ظل هذه الأزمة: أنه يجب أن يكون هناك تخطيط مسبق وتوقع للأحداث وإدارة للمخاطر والأزمات وهذه عوامل مهمة للمؤسسة والأفراد يجب التركيز عليها ووضع خطط بديلة يمكن تطبيقها وقت الحاجة, أيضاً يجب المحافظة على رأس المال النقدي بحيث يمكن التستمرار في تغطية المصروفات للاستمرار في السوق بنفس المستوى مصادر الدخل وإيجاد بدائل وخطط احتياطيه منعا لتجنب الخسائروقت حدوث الأزمات. وعبّر الشبلي عن الدروس المستفادة وقال: إن هذه الجائحة قد لقنتنا بعض الدروس وهي أن على الجميع أن يعي بأننا في زمن التكنولوجيا حيث أنها تلعب دور مهم وكلما كان مشروعك يطبق التقنية الحديثة في التعامل مع الزبائن كلما استطعت أن تتجاوز مثل هذه الأزمات. وتوضح اللواتية أكبر درس مستفاد للمشاريع الصغيرة من الأزمة هي أهمية وضع خطط واستراتيجيات مرنة تتناسب مع التغييرات السريعة عالميا ومحليا.