(كان حُـلماً..)
فؤاد آلبوسعيدي
ورأيتها كتبَت في
حلمي قصيداً،
أظنّ بأنّه رآني
وما كنت بِغُنجي
إلاّ مُغازِلَـه
عمَدا..
ورأيت نفسي
إنّي أُقرِؤك السّلام
وما كنت أناظرك
ولكن شذّت عينايَ
إليك مهادنةً،
وقلبي تاه ينبض لك
وِدادا..
ونظرتُ إلى كلّ
أفقٍ في السّماء،
وما كان لي أملٌ
سواك يا وجه البدر،
فسُكنت قلباً
وجسدا..
ورأيت السّماء
ونجمينا في الشرق
وفي الغرب وبينهما
كان القمر
مثلك جميل
وما كان غيابك
عن فُلكي ومداراتي
يا من بتّ في قلبي
كلّ دياري سيطول
أمدا..
وتلك النّجوم
من حولنا قد رأيتها
تزيدني لهفةً إليكِ
ومعك روحي غائبة
وكان حديث طيفك
ساكناً نفسي
فصدري يُحيطك
بسلامٍ أماناً
وسدّا..
ورأيت أن وجهك
اختفى من السماء
رغم أنك كنت تُشابه
وجه القمر يا مُنيتي
وكنت لي عطراً
ووَرْدا..
وحلمت أنّ
بعض الخواطر
وكلّ الأحلام
بيننا أضحت بلا
أمل وكنَا نصنع
منها للغدِ
مَجداً..
وحلمت إني كتبتك
بمدادي بحراً
ووصفتك بمليون
حرف في قرطاسي
حتّى نسجت منها
نشيداً أحفظ فيه
وِرْدا..
ورأيت أنّي لوّنتك
ورسمتك في سطوري
بالفتحة والشدة
والضّمة والكسرة
فما استطعت
حساب نبضي
ومشاعري لك
عَدداً..
ورأيت أنّي جمعتُ
كل خيالاتي
وإلهاماتي وأشواقي
معك فما أبقيتَ
في عقلي أبداً
حكمةً ولا
رُشدا..
ورأيت بأنّ بين كلّ
الحروف قد تاهت
نبضاتي وأصبحت
ضباباً..
وفاض مداد حبري
فأصبح ناراً وجمراً
في كلّ قربٍ منك
وما أتوق عنك
بُعدا..
وما بين كلّ ذاك
ورؤيتك
ما ضاعت بيننا
أحلاماً نذرت لها
عهداً..
فكلّ الأماكن بِتَّ
تسكنها للأبد
وبتّ
في فؤادي أسماءً
وأملكتك فيه
مقْعداً..