العوامل المؤثرة في الممارسات الصفية لدى المعلمين
أحمد بن موسى بن محمد البلوشي
هناك العديد من العوامل التي تؤثر في إنجاح الممارسات الصفية وتجعل التعليم أكثر فاعلية، ومن هذه العوامل:
1- البيئة التعليمية المهيأة: إنّ البيئة التعليمية المهيأة هي القادرة على تلبية مطالب النمو لدماغ أفضل وقد أثبتت الدراسات أثر البيئات الغنية والمعدّة جيداً، في جعل التعلم أكثر فاعلية، والتي اختبرت العوامل التي تحسّن التعلم القائم على السيطرة الدماغية، حيث توصلت إلى شيئين لهما أهمية خاصة في تنمية تعلم دماغيّ أفضل، وأنّ العناصر الحاسمة في أيّ برنامج يهدف إلى إثراء دماغ المتعلم هي:
أ. أن يكون التعلم مثيراً للتحدّي مع تقديم معلومات أو تجارب جديدة، فغالباً ما تؤدي إلى الجدّية والتحدي والغرض.
ب. يجب أن يكون هناك طريقة ما للتعلم من التجربة من خلال التغذية الراجعة.
2- الدافعية: على الرغم من أنّ معظم المعلمين يصنفون الطلبة إلى طلبة لديهم دافعية، وطلبة ليس لديهم دافعية، إلا أنّ الواقع يختلف عن ذلك كثيراً فمعظم الطلبة لديهم دافعية داخلية، وكل ما في الأمر أنّ هذه الدافعية تعتمد كثيراً على الظروف. فنلاحظ أنّ بعض الطلبة الذين لا يكون لديهم دافعية ونجدهم غير مبالين في حصة الرياضيات يمكن أن يكونوا في غاية الحيوية والنشاط عند احتسابهم المبيعات إذا ما جلسوا في محل تجاري يمارسوا عملهم، والمعلم يجب أن تكون لديه الدافعية للتدريس فالدافعية تعدّ عاملاً من العوامل المؤثرة في الممارسات الصفية، فوجود الدافعية للمعلم تعني وجود معلم يمكنه تنويع الممارسات الصفية بما يتناسب مع الطلبة.
3- الحوافز المادية والمالية: إنّ إعطاء المعلم المكانة التي يستحقها في السلّم التعليمي، وتقديم الحوافز والمكافآت المادية لتنمية دافعية المعلم وحبّه لمهنته، والانتماء لها، وتحقيق الشعور بالأمن والرضى الوظيفي للتفرغ لرسالته، وعدم الاندفاع لممارسة أعمال أخرى، وأنّ تغيير النظرة النمطية للمعلم في أذهان المجتمع، وإبراز الصورة المشرقة له، ودوره في بناء الأجيال وزيادة وعي أولياء الأمور والطلبة بأهمية احترام المعلم وتقديره، ومنح المعلم الثقة والتعاون معه على تحقيق رسالته السامية ورفع روحه المعنوية وتقدير جهوده، ووضع نظام يحفظ للمعلم كرامته من الاعتداءات المختلفة، جميعها عوامل من شأنها أن تؤثر في الممارسات الصفية للمعلم وتجعلها أكثر نجاحاً وتجعل التعليم أكثر فاعلية.
4- إعداد المعلم والتهيئة المهنية له أثناء الخدمة: يعدّ الإعداد المهني أهم ركيزة من ركائز إعداد المعلم، حيث يهدف إلى تكوين وصقل شخصيته؛ ليكون قادراً على أداء مهمته التربوية والتعليمية في توجيه وإرشاد الطلبة، واختيار الممارسات الصفية الناجحة، والتي بدورها تؤدي إلى وجود تعليم أكثر فاعلية، ويجب أن يكون هذا الإعداد قبل الخدمة وفي أثنائها، لأنّ الإعداد المهني أثناء الخدمة يزوّد المعلمين بحصيلةٍ فكريةٍ من المعلومات والمفاهيم الأساسية في عِلم النفس التربوي، كالطفولة والمراهَقة والفروق الفردية ونظريات التعلم، ومعرفة أساليب الربط بين الخبرات الدراسية والوسائل التي تحقق ذلك؛ حتى يستطيع أن يؤدي مهنته على مستوىً عالٍ من الأداء.
5- نظام التقويم للمعلم: يعدّ تقويم المعلم أداةً فعالة لتطوير أدائه في أثناء الخدمة ويحقق أهدافاً متعددة منها:
معرفة مدى ما تحققه التربية من أهداف منوطة بها، رفع الكفاءة المهنية للمعلم والتأكيد على إحساسه بالثقة بالنفس، والتأكد من نموّه العلمي في مجال تخصصه، و توجيه المعلمين لأوجه الضعف في أدائهم من خلال برامج توجيهية ولقاءاتٍ إرشادية بناءً على الكشف عن تلك النقائص، والتأكيد على الإيجابيات والإشادة بها، ووضع معايير تساعد المعلمين على الارتفاع بمستوى أدائهم، ومواكبة التغيرات الحادثة في المجتمع، وضرورة مواكبة آمال وطموحات المتعلمين، وتزويد المعلمين بتغذيةٍ راجعة حول سلوكهم الشخصي والوظيفي لأغراض التقييم والتوجيه الذاتي.
كل هذه الأهداف لها دورٌ مؤثّر في إنجاح الممارسات الصفية للمعلم، وهي التي تجعل التعليم أكثر فاعلية.
من كتاب( التعلم القائم على السيطرة الدماغية)