سلطنة عُمان تحتفل بالعيد الوطني الرابع والخمسين المجيد المجيد
Adsense
أخبار محليةقصص وروايات

أين أبي

خولة محمد

لا ضياءَ شروقٍ

ولا ألقَ نجومٍ

ولا قوسَ غروبٍ

ولا أطيافَ حلمٍ

ولا ضحكاتِ أطفالٍ

ولا أحاديثٍ ولا ثرثرةٍ

شوارعُ تجمَّدَ بها المرورُ

أعلامٌ أحدودبت
وطأةُ الحزنِ جعلتها هرمةٌ منكَّسةٌ

تقلصتِ الحصونُ
وتوارت

هنالك همسُ دعواتٍ
دمعاتٍ
أنين

نياحُ العجائزِ
عبراتُ رجالٍ
إنكساراتُ نساءٍ

هنالك تحطمُ أحلامٍ
تشتتُ رؤىً
كهوفٌ مظلمةٌ.
طموحٌ ينأى

قلاعٌ مهشَّمةٌ
ٍحمتْ أجدادنا من كلِ حربٍ
ونراها الآن متزعزعةٌ أمامَ هذا الحدثُ المؤرقُ
طوبٌ *أشققت*
نجومٌ تلمعُ كدمعاتٍ للسماءِ
الأملُ كأنه الخريفُ
ماذا حدثَ لبلادي
تلكَ الأرضُ الطيبةُ الصلبةُ
المنيعةُ القويةُ
أيُ خطبٍ باغتها فجرا
“أصبحَ فؤادُ عمانَ فارغا
إذاً أيُّ إشراقةٍ تعيسةٍ لغدها

لا توهجَ.. لا شروق
بل غيما كمناديلٍ يمسحُ دمعَ الشمسِ الحارقِ
لهيبُ الزفراتِ *كظ* وطني
لم أره حزينا هكذا من قبل
أين أبي؟

صوتُ الوطنِ بُحَّ بهذا السؤال
أي إجابةٍ ستشفيه؟
أي تعازي تخففُ علينا؟
أي كتفٍ يتحملُ كسرنا؟

أين أبي؟
وكأنه الحزنُ أصبحَ علما لوطني الباكي!
الفاقدُ لبانيهِ
المشتاقُ لإطلالةٍ ساميةٍ
موطني اليتيمُ
بانيكَ هنا
قلبكَ المكلومُ الضعيفُ
بذاكراهُ يقوى
بخطاباتِه يزهرُ

وطني
لا تنطفئ
فمُلْهِمك مشعلا بالذاكرة
أدمعي يا عينُ
وانزف يا قلبُ
وعش عزاءك بكل لحظاتهِ
لا تحبس بؤسا
لا تواري انكسارا
لا تقيد صرخة
لا تخجل من ألمك
ألمك شرفٌ
وحزنك ولاءٌ
ودمعك رثاءٌ
العظماءُ مَن يرحلون
تاركينَ خلفهم أمةً تبكي فقدهم دهورا
تاركين وطنا حصين
تاركين قلوب من بعدهم مُتْعَبةٌ ثقيلةٌ
وقد فقدت الكثيرُ من جمالِ الحياةِ
لأن شمسهم لن تشرقَ
الذكرى وحدها تبقى للأبد تحيهم
تلقي التحيةَ على قبرهم
تدعوا
تُؤَمِّن
ترسلُ قبلاتٍ لكلِ ذكرى
تظلُ فارغةٌ
إلا منكم سيدي
لا نقول إلا ما يرضي الله
وإنا بكم لاحقون

لغات أخرى – Translate

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights