التعليم عن بعد والطالب الجامعي..
رجاء بنت عامر الخاطرية
جامعة التقنية والعلوم التطبيقية بصحار.
بعد أن غزى فيروس كورونا العالم، أدى ذلك إلى اعتماد “التعليم عن بعد” في معظم دول العالم، وكذلك هو الحال في كليات وجامعات سلطنة عمان، حيث أن هذا التحول الجذري أدى إلى حدوث جدلا كبيرا من قبل الطلبة والكادر الأكاديمي أيضا، بين مؤيد ومعارض ومحايد ، ولكن كان لا بد من الاستمرار على هذا النهج؛ لأن الضيف كورونا لا يزال في الأنحاء يراقب بكثب متلصص بين الفينة والأخرى أفعالنا، ونحن يجب علينا الالتزام بالتباعد الاجتماعي.
الانتقال من التعليم التقليدي إلى التعليم عن بعد لم يكن بالأمر السهل، وفي بداية هذا التحول واجه الطلبة الجامعيين العديد من التحديات منها عدم توافر الإنترنت في بعض ولايات السلطنة، إضافة إلى ذلك عدم امتلاكهم لأجهزة الحاسوب، وأدى ذلك إلى تأجيل الدراسة لدى بعض الطلبة آملين أن تتحسن الأوضاع. وفي بداية العام الدراسي الجديد شكى بعض الطلبة من صعوبة آلية الاختبارات الإلكترونية، من ناحية عدم الاكتفاء بالوقت المحدد بالإضافة إلى انقطاع الإنترنت أثناء تأدية الاختبار وعدم تمكنهم من إكماله.
إن التعليم عن بعد يُعد نقله في التعليم على مستوى السلطنة ككل بجميع المراحل التدريسية، حيث أنه يجب علينا الاستمرار ومواكبة التعليم في ظل الظروف الراهنة، “تعلموا ولو تحت ظل الشجر”، وبطبيعة الحال تكون البدايات دائما صعبة للجميع لكن مع استمرار التحدي والمواصلة وحقيقة الرغبة في الهمة العالية سنجد هذه العوائق في الذيل؛ لانه لا بد أن تستمر عجلة الحياة الدراسية والتعليمية رغم كل شيء كان لا بد لنا المسير في التعلم عن بعد .
التعليم عن بعد يجمع بين الجانب الإيجابي والسلبي على الحد سواء، فمن الجانب السلبي، لقد فقدنا شغف وحب اكتساب العلم أصبحنا نتعلم لأجل أن ننتهي فقط وكأننا نسابق الزمن، ومخرجات المعرفة التعليمية المعرفية هذا الفصل ضئيلة جدا مقارنة بالفصول التي قضيناها يأتي ذلك من خلال إلغاء التدريب الميداني الذي يلعب دورا مهما جدا في تأهيل وصقل المهارات والقدرات الطلابية لمسيرته العملية في المستقبل. لا نقول بأن نظام التعليم عن بعد فاشلا، ولكن كان ولا يزال بحاجة إلى الكثير من التعديلات والإضافات والأدوات حتى يتم الارتقاء به للمستوى التعليمي المعرفي المطلوب بتوفر جميع المتطلبات والاستراتيجيات الحديثة لنجاحه .
كورونا أجبر العالم على اعتماد نظام التعليم عن بعد دون أي سابق إنذار، وكان لا بد من مواكبة الأمر والمضي قدما، رغم التحديات، الصعوبات، والعقبات، وكأي نظام جديد يتم اتباعه لا بد من تجربته قبل ذلك، سؤال يطرح نفسه في الساحة ما مدى تضرر طلبة الجامعات من التعليم عن بعد؟ ما مدى استفادة الطلبة الجدد من التعلم عن بعد؟ ما مدى استفادة الطالب الجامعي الخريج من التعليم عن بعد؟ جميعها تساؤلات تطرح نفسها وغدا سنرى نتائج (التعليم عن بعد والطالب الجامعي) وذلك بعد انتهاء الجائحة وعودة الأمور لمسارها الطبيعي.