2024
Adsense
أخبار محليةمقالات صحفية

التحرير العماني للسواحل اليمنية ومنطقة البحر الأحمر وباب المندب من الاحتلال البرتغالي

أحمد بن علي المقبالي

-بالنسبة للعمانيين تقع هذه المنطقة في الطريق إلى المدن العمانية في أفريقيا والتي يجب أن تكون في وضعٍ آمن ومستقر وهو أمرٌ لن يتحقق طالما أن الأسطول البرتغالي يعيث فساداً في هذه المنطقة الاستراتيجية لعمان.

– أما بالنسبة للبرتغاليون فهي منطقة يمكن أن يستغلوها لتوجيه ضرباتٍ قاسية للأسطول العماني العسكري أو التجاري المتوجه إلى أفريقيا، وكذلك ضرب الخط التجاري المهم بين اليمن وعمان.

– قام الإمام سلطان بن سيف الأول بضم إقليم ظفار عام ١٦٥٩م وذلك لمواجهة الخطر البرتغالي ولإنشاء قاعدة متقدمة للدفاع عن الخط التجاري والعسكري العماني المتّجه إلى الأراضي العمانية في أفريقيا.

– عام ١٦٦١م توجّهت قوة بحرية برتغالية إلى ميناء مخا في اليمن وصار البرتغاليون يقصفون المدينة بالمدافع، وحاول حاكم المدينة مواجهتهم ولكن النصر كان حليف البرتغاليين الأقوى تسليحاً، ولكنهم لم يحتلوا الميناء أو المدينة بمعنى لم يبقوا أي حاميات عسكرية أو مدنية فيها.

– بعد ميناء المخا توجهت القوة البرتغالية إلى منطقة مضيق باب المندب واعتدوا ونهبوا السفن التي صادفوها هناك.

– بعدها توجهوا إلى سواحل حضرموت وأخذوا يمارسون هوايتهم المفضلة من قتل وسلب ونهب لكلّ ما واجهوه في طريقهم من السفن أو المدن.

– عام ١٦٦٧م ضرب الأسطول البرتغالي الحصار على منطقة باب المندب لمدة ثلاثة أشهر وأخذوا يجبرون السفن على دفع الضرائب وأصبح هذا الوضع يهدد وبشكلٍ مباشر التجاره العمانية وكذلك المدن والحاميات العمانية في المنطقه لذلك كان لا بد من القيام بعمل يتم من خلاله حماية الخط البحري العماني إلى أفريقيا.

– عام ١٦٦٨م وجّه الإمام سلطان بن سيف الأول سبع قطعٍ من الأسطول العماني إلى باب المندب وذلك لفكّ الحصار البرتغالي وقد استطاعت القوة العمانية تحقيق النجاح والانتصار وإنهاء الحصار البرتغالي للمنطقة، كما استولت السفن العمانية على حمولة ثلاثة مراكب برتغالية تجارية كانت قريبة من ميناء مخا اليمني.

– وصلت معلومات إلى الإمام سلطان بأن البرتغاليين يحاولون إيجاد حضور لهم في جزيرة سوقطرة وذلك من خلال التعاون مع حاكمها فأمر الإمام الأسطول العماني بالتحرك الفوري إلى الجزيرة لإحباط الخطة البرتغالية.

– فور وصول قطع الأسطول العماني إلى جزيرة سوقطرة تم إلقاء القبض على حاكمها وأخذوه معهم واتّجه الأسطول بعد إتمام المهمة إلى سواحل المعمرة وبذلك تم إفشال المحاولة البرتغالية بنجاح.

– ١٦٦٩م توجه الأسطول العماني لمهاجمة القاعدة البرتغالية بالقرب من ساحل عدن والتحم الأسطولين في معركةٍ شرسة حامية الوطيس وقد اختلف المؤرخون في نتائج هذه المعركة ويرجح قول إن العمانيين انتصروا في البداية ولكن البرتغاليين صمدوا واستطاعوا الانتصار على العمانيين.

– (( ولكني أرجح الانتصار العماني الحاسم والكبير بدليل أن كل معارك الأسطول البرتغالي بعد هذا المعركة كانت ضعيفة والانتصار للأسطول العماني محسوم منذ البداية وهذا يدل على الضربة الموجعة والقاسية التي تلقاها البرتغاليون على يد الأسطول العماني الذي قدم ٢٠٠ شهيد في هذه المعركة رحمهم الله تعالى من أبطال)).

– عام ١٦٧٠م هاجم أسطولٌ برتغاليّ مكوّن من سبع سفن ميناء مخا وذلك للانتقام من حاكمه الحسن بن المطهر بن محمد الجرموزي لتراخيه أمام الهجمات العمانية عليهم وبعد أخذٍ و ردّ هاجم البرتغاليون المدينة وتصدّى اليمنيون لهم ورغم تكبدهم خسائر فادحة إلا أن البرتغاليين لم يستطيعوا احتلال المدينة، وما إن وصلت أنباء الهجوم البرتغالي حتى بادر الإمام سلطان بإرسال المساعدات إلى المخا مما كان له أكبر الأثر في الصمود اليمني.

– في عام ١٦٧١م استطاع البرتغاليون احتلال جزيرة سوقطرة وإنشاء قاعدة عسكرية في قرية قشن ومنها أخذوا يشنون الهجمات وعمليات قرصنة على سواحل حضرموت وباب المندب.

– في عام ١٦٧٢م وقعت هدنة بين العمانيين والبرتغاليين.

– عام ١٦٧٣م نقض البرتغاليون الهدنة بمهاجمة مسقط وقد ردّ الأسطول العماني باكتساحهم في منطقة باسين الهندية.

– في عام ١٦٧٤م اكتسح الأسطول العماني القاعدة البرتغالية في قشن بجزيرة سوقطرة وطارد السفن البرتغالية إلى باب المندب.

– ١٦٧٤م أرسل العمانيون أيضاً قوةً من الأسطول العماني لتُرابط في منطقة باب المندب لمراقبة السواحل اليمنية وتكثيف وجودهم عند مدخل البحر الأحمر.

– ١٦٧٥م وصلت قطع من الأسطول العماني إلى سواحل حضرموت وباب المندب وهذا يدل على أن نتائج معركة عام ١٦٦٩م أثّرت بشكلٍ كبيرٍ جداً على الأسطول البرتغالي وأن العمانيون أنزلوا بهم هزيمةً ماحقة، وبذلك أصبح الأسطول العماني سيد المنطقة دون منازع.

الجدير بالملاحظة أن الأسطول العماني كان على اشتباكٍ دائم مع البحرية البرتغالية في كل مكان يتواجدون فيه في الهند وفارس واليمن وغيرها من المناطق ولذلك يستغل البرتغاليون انشغال العمانيين في المناطق البعيدة ليهجموا في مناطق أخرى ولكن الاستراتيجية التي اتبعها العمانيون في توجيه الضربات الموجعة حسمت المعارك لصالحهم.

– ومن الملاحَظ كذلك انحياز المؤرخين الأوروبيين والبريطانيين بشكلٍ خاصّ إلى أبناء عمومتهم البرتغاليين وذلك بتقليل من الدور العماني الحاسم والقوي والكبير في هزيمة البرتغاليين وتحرير مناطق النفوذ العماني منهم.

المصادر: –
– المقاومة العمانية للوجود البرتغالي في الخليج العربي والمحيط الهندي (( ١٥٠٧م – ١٦٩٨م )).

المؤلف: –
أحمد بن حميد التوبي

لغات أخرى – Translate

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights