للوطن سياجٌ وحصْنٌ منيعٌ
د. ناصر بن حمود الحسني
Oman99277@hotmail.com
الوطنُ ليس بيتاً يُباع ويُشترى في أيِّ لحظة، أو سيَّارةً فارهةً يُمكن أن تُستبدل بغيرها، ولا قطعةَ أرضٍ يُمكن أن تُعرض في مزادٍ علني، الوطنُ ليس مادةً أو يُمكن أن يقاس بأيِّ شيءٍ مادي، ولا يُمكن أن يُساوم الإنسان السَّوي في وطنه مهما تغيَّرت الأزمنة، ومهما تبدَّلت الأمكنة يظلُّ الوطنُ قيمةً معنويَّةً لا يُمكن أن تُقاس ولا تُغيَّر أو تُستبدل أبداً؛ فالوطنُ روحٌ لا يُمكن أن تُفسَّر مهما اتَّسعت العبارات إطناباً واستطرادا، أو ضاقت بلاغة الكلمات مجازاً واستدلالا.
ولهذا الوطن سياجٌ وحصنٌ منيعٌ، وله جنودٌ أوفياء يذودون عن حياضه ليلاً ونهاراً، وقد نال كلُّ واحدٍ منهم شرف هذه الخدمة الرفيعة، وهذه المكانة الموقَّرة وهم عبر مختلف حدوده ساهرون، وفي عرض بحاره سائرون، وفي كلِّ أجوائه حازمون، هم جنوده البواسل، وعيونه السَّاهرة، من مختلف أسلحته العسكريَّة والأمنية يحفظون أمنه واستقراره ويذودون عن شرفه وحدوده كي يهنأ المواطن والمقيم، وينعم بالسَّلام والأمان، والرخاء والاستقرار.
ولهذا لا بدَّ أن يتحلَّى سياجُ هذا الوطن وحصنه المنيع بالرِّوح المعنوية العالية، والثقة البالغة في سُلطانهم الباني الحكيم، وقيادتهم الرفيعة الحانية، وأنّ هذا البناء لا بدَّ وأن تكتمل أركانه؛ فالخير قادمٌ لا محالة، وأنَّ المنجز المتحقِّق يجب الحفاظ عليه، والعضَّ عليه بالنواجذ، ومواصلة البناء والعمل عليه حتى يتحقق الهدف المنشود، ولهذا يجب أن نتحلَّى بالصّبر والمواقف الثَّابتة الراسخة والمبادئ التي آمنَّا بها ونسعى لتحقيقها حتى نصل إلى مستوى ما نطمح إليه وزيادة، ونحقِّق مستقبلاً كلَّ ما نأمله ونخطِّط له بعون الواحد الأحد، إنه القادر على كلِّ شيء، نعم المولى ونعم النصير.