2024
Adsense
مقالات صحفية

‏No pain, no gain

أحمد بن موسى البلوشي

     مثل انجليزي قديم استخدم في الثمانينيات من القرن العشرين، ومن العجيب بأنّ أغلب الأمثال الشعبية والعالمية تنطبق على أحداث واقعنا المعاصر، ويعني بأنّه لا يمكن تحقيق الإنجازات بدون تضحيات وبدون تفانٍ، وجهد وإخلاص في العمل، وهذه حقيقة لا يختلف عليها اثنان، وربما هي مبدأ وقانون في الكثير من مجريات الحياة، حتى تصل إلى مبتغاك وهدفك الذي تطمح إليه، فلابد من وجود تضحيات ولابد من التفاني مع وجود خطّة واضحة الملامح والبنود توصلك لما تصبو إليه، بشرط أن لا يصاحب هذه التضحيات  الضرر بأيّ فرد أو مؤسسة.

    فعندما يحلم الشاب بأن يكون جرّاحاً يجب عليه أن يعي بأنّ الوصول لهذا اللقب ليس بالأمر الهين فهناك تضحيات تُبذل وتعب يرافق المسيرة، فعليه أن يحقق معدلاً عالياً يُمكنه من دخول كلية الطب وبعدها يتخصص في هذا المجال، وأن يقضي سنوات من الجد والاجتهاد وساعات من التعب والصبر، كل هذا لا يأتي بسهولة بل بتضحيات وتفانٍ، كذلك عندما تريد أيّ مؤسسة تطوير أنظمتها وتحقيق الانجازات وما تحلم به فيجب عليها أن تعي شيئاً مهماً، وهو بأن لا يكون هذا الإنجاز على حساب الآخرين بل يكون دافعاً ومشجعاً لهم.

    تقول هيلين كيلر: ” إنّنا لا يمكن أن نتطور في هدوء وسكينة بلا تجارب، نحن نتطور ونتعلم فقط من خلال التجربة، ففي المعاناة يمكن تعزيز الروح، واستلهام الطموح، وتحقيق النجاح”، وفي المقابل فإنّ الكلام الكثير والتنظير المبالغ فيه لا يؤدي إلى نتائج مرجوة بل على العكس تكون نتائجه في أغلب الأحيان مدمرة، فالتطبيق السليم للخطط المدروسة والتي تراعي المصالح العامة هي التي نبحث عنها دون مراعاة المصالح الشخصية.

    فالمسؤول الذي يرغب في بناء صورة مشرقة لمستقبل الجهة التي يشرف عليها، والتي يجب أن تلبي طموح المواطن الذي وثق به، وراهن عليه، لا يقتصر دوره على كثرة الكلام والتنظير، بل يبذل الكثير من الجهد والوقت لتحقيق هذا الطموح، وذلك من خلال العمل والتطبيق الحقيقي والسليم لأهداف خطته.

    وفي النهاية.. كلنا مع التضحيات، والجميع يتطلع للنجاحات التي تعود بالنفع على الوطن والمواطن، وإنّ هذه النجاحات تحتاج الى صبر وعناء، فالقادم أفضل -بإذن الله تعالى – من خلال المعطيات وبكل المقاييس.

لغات أخرى – Translate

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights