العاشر من يناير “ألمٌ وأمل”
خلفان بن ناصر الرواحي
إنه العاشر من يناير، اليوم الذي يخلده التاريخ على المستوى المحلي والإقليمي والعالمي، هذا اليوم الذي بقي ويبقى خالدًا في الذاكرة، تمازجت فيه دموع الفراق لرجل السلام والمحبة والقائد الملهم فقيد الأمة السلطان قابوس بن سعيد بن تيمور – رحمه الله- مع خبر تولي الخليفة القادم الذي توسم فيه رحمه الله ليكون قائد المرحلة القادمة بنهضةٍ متجددة، ليسودها الأمل بالرغم من مرارة الألم.
لقد تمازجت دموع الألم مع دموع الأمل بخبر تولي حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق بن تيمور المفدى مقاليد الحكم بآمال التجديد، بعد فتح الوصية الخالدة لمواصلة بناء النهضة بهمةٍ عالية وآمالٍ متدفقة بقلوب الشعب لنظرة المستقبل، بعيدًا عن منغصات الحدث، والتي تميّزت بسلاسة المبايعة وانتقال الحُكم مباشرةً بعيداً عن التأويلات والتكهنات لمن يخلف الحُكم فكانت عمان حاضرةً بتفردها باستخدام الحكمة وزرع الثقة كالعادة بين السلطة والشعب.
فهكذا ستعيش عمان الذكريات، وستخلد الأمجاد بصمات بناء النهضة الحديثة منذ عام ١٩٧٠م، ولن تنسى أمجادها السابقة التي سبقت هذا التاريخ، بالرغم من قساوة بعض الفترات السابقة في حياة المعيشة، لكنَّ التاريخ تمازج بعظمة الإمبراطورية العمانية في الحقب السابقة، ودورها الفاعل في سيرة الحكمة، وسوف تدوّن صفحات التاريخ معها تضحيات القائد الراحل رحمه الله، الذي أفنى عمره لبناء نهضة عمان الحديثة التي تتحدث بالدلائل القائمة دون الحاجة إلى سردها بالتفصيل. إنها نهضة العِلم والمعرفة والبناء والتجديد المواكب للتقدم العلمي الذي يعيشه ويتطلع إليه أبناء هذا الوطن الغالي في المرحلة القادمة.
العاشر من يناير منذ عام ٢٠٢٠ م، هو تاريخ ميلاد نهضةٍ متجددة بقيادة جلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم، الذي تعهد ووعد شعبه بمواصلة نهج وحنكة الراحل رحمه الله، ويضيف على تلك المنجزات إعادة النظر بالنظرة الشمولية والثاقبة للمراجعة والمحاسبة والمتابعة للتنفيذ لرؤية عمان الحالية – رؤية عمان ٢٠٢٠-٢٠٤٠م- التي هيّأ أركانها القائد الراحل، وهنا لا بد لنا جميعاً أن نتفاءل خيراً بهذا التاريخ بالرغم من ذاكرة الألم لفراق باني نهضتنا الحديثة، فتوسمه للخليفة هو الدافع الذي ستنطلق بها عمان بإذن الله بقيادة جلالة السلطان هيثم بن طارق حفظه الله ورعاه إلى تحقيق الطموحات.