من قرية “وكان” بوادي مستل إلى “الجبل الأخضر” المشيُ غذاءُ الجسدِ والروح
نخل – العمانية
تُعدُّ رياضةُ المشي وتسلقُ الجبالِ إحدى الرياضات الناجعة في غذاءِ الجسدِ والروح، لِما تُمثله من صحة في الجسم وغذاء للنفس في وقت قد تنتشر فيه الكثير من أمراض العصر بسبب الممارسات الغذائية والصحية المختلفة وأساليب الحياة المتنوعة وطرق العيش وغيرها الكثير.
وقد حبا اللهُ عُماننا الحبيبة بتضاريس جغرافية متنوعة في كافة محافظات وولايات السلطنة؛ مما أكسبها جماليات فريدة بين الجبال والرمال والسهول والأودية لا سيما وقد ألبستها الحضارة العمانية القديمة والحديثة حُللَ البهاءِ والنقاء.
ويمثل طريق المشي الجبلي والسياحي من قرية (وكان) بوادي مستل بمحافظة جنوب الباطنة إلى الجبل الأخضر بمحافظة الداخلية إحدى الخيارات المهمة التي يقصدها ُروّادُ رياضة المشي والتسلق (الهايكنج) ومحبو الطبيعة وعاشقو قِمم الجبال العالية التي تتوق نفوسُهم للروائح العطرية من النباتات البرية والأشجار الطبيعية يتنفسون هواءها العليل وتلذ أعينهم بألوان الأزهار والثمار، يرسمون بآثار أقدامهم على تلكم الصخور الجيولوجية المتنوعة والتكوينات الصخرية الفريدة.
يبدأ المسير بصعود درج القرية الوادعة (وكان) السياحية، بعد دخول وادي مستل من التقاطع القريب لولاية نخل ثم المرور على بعض القرى الجميلة والأشجار الوارفة الظلال كالنخيل والسدر والسمر وغيرها الكثير بقرى الغبرة والصبحية متوجهين جنوبا والصعود وسط قرية الهجار الجميلة في شارع جديد معبد ومرصوف، ثم بسيارات الدفع الرباعي في الطريق الترابية حتى مواقف قرية (وكان) متوشحين بحقائب تضم شيئا من المياه والطعام واللوازم الطبية الضرورية مرتدين الأحذية الخاصة بالمشي واللباس المناسب.
وتوجد على جنب الدرج عدد من الاستراحات، يستعد فيها الزائر للدخول في مغامرة جميلة وفريدة من حيث المشي صعودا ويتطلب لياقة بدنية متوسطة حيث توجد إشارات
بالألوان تدل على المسار.
ويستمتع الزائر اثناء رحلة المسير بمشاهدة المدرجات الزراعية للقرية وأشجارها وثمارها المتنوعة بين الرمان والعنب والخوخ والمشمش والجوز وغيرها من النباتات والاشجار المتعددة، كما يمكنه الشراء من أهلها شيئا من نبات الزعتر الطبيعي أو بعض الزيوت العطرية والطبية كالشوع والقفص وغيرها أو بعض الفواكه الموسمية إضافة لشيء من المنسوجات والأعمال الحرفية واليدوية.
في منتصف الطريق تقريبا تم وضع جسر خشبي معلق في مكان مرتفع وعالٍ على حافة الجبل الصلبة به شيء من الحديد في جوانبه يربط ضفّتي مسار المشي حتى يمكن المرور فوقه بكل سهولة وأمان ؛ وفي هذا الموقع يمكن التوقف قليلا والتقاط بعض الصور التذكارية حيث يُطل على فضاءات جميلة وأشجار متنوعة.
يواصل المشي صعودا وتتخلله بعض الراحات، ثم الوصول إلى قمة الجبل التي تُشكّل مدخلا رائعا كالبوابة بين صخرتين عملاقتين يندفع من خلالهما الهواء النقي والبارد، ومن هنا يمكن رؤية فضاءات وادي مستل من ناحية الشمال أو التحرك قليلا لرؤية جماليات الجبل الأخضر وسيح قطنة جنوبا ثم رؤية قرية المناخر.
بعد ذلك من أراد الرجوع والنزول إلى نقطة البداية حيث قرية (وكان) بوادي مستل، أو مواصلة المشي لقرية المناخر أو سيح قطنة بالجبل الأخضر بين الصعود والنزول فإن الألوان الإرشادية تقوده لمفترق طرق ترابية جبلية بها إشارات بالأسهم والكتابة التي تشير لقرية المناخر بالجبل الأخضر أو الذهاب ثم النزول إلى قرية (حدش) بوادي مستل أو الرجوع مرة أخرى لمسار قرية وكان.