مقال : مواليدي أجزاءً من روحي
ثرياء قاسم
الوليد هو ذلك المخلوق البشري الذي خرج إلى الدنيا من ظلمات ثلاث أستقر فيها مدة تسع أشهر قد تقصر هذا المدة لظروف يقدرها القادر على كل شيء، كان الوليد طوال تلك الفترة متعلقاً برحم أمه عن طريق الحبل السري الذي كان بمثابة ترياق الحياة له يصرخ الوليد ويبكي عند خروجه من رحم أمه ليستنشق الأكسجين ويطرح ثاني أكسيد الكربون لأول مرة، يمر الوليد بتجاربه الخاصة مع أول لحظة من لحظات ولادته ،ولكل وليد كينونته المتفردة.
هناك وليد كوليدي محمد ولد وليدي محمد سنة 1996 هو بكري وأول إحساس بالأمومة يغمرني ومن أروع عطايا القدر لحياتي كلها، لم أستمع إلى بكائه وقت ولادتي له ولم أره أُخِذَ للحاضنة دون أن أتمكن من لمسه ومن ضمه ، يومان وانا على سريري و وليدي بعيداً عني ، وكانت أروع لحظة عندما سمح لي بالذهاب لرؤية وليدي ذلك المخلوق الذي شق قلبي وأستوطنه ،وليدي فرحة باقي أيامي وسنيني.
وهنالك وليد كوليدتي الرائعة ريم الأولى فلقة من القمر تلك التي بعد معاناة استمرت أسابيعاً خرجت إلى الدنيا في عام 1999لتشعرني بالفخر كوني أنجبت بنوتة رائعة رسمت أحلاماً عظيمة لي معها وإستطعمت حلاوة الدنيا بوجودها، وفجاءة و بعد 38يوما من سعادتي بإمومتي لرائعتي ريم الأولى أجدها وقد فارقت روحها الطاهرة جسدها الغض الذي كان قبل سويعات ينبض بالحياة، رحلت ريم الأولى وتركت شغاً في قلبي لن يندمل يوماً.
وليدي أحمد ولد في سنة 2000 كان وليداً رائعاً وكانت تجربة ولادتي له رائعة واحتضنته بعد ولادتي له واحتضن روحي بين جنبات روحه المغمورة بحبي له، وليدي أحمد عاش معي سنتين من أجمل سنوات عمري بوجوده وفي نفس الشهر الذي أكمل فيه السنتين غادرت روحه البريئة إلى بارئها مخلفاْ ورائه حلماْ تلاشى لحظة غاب عن دقائق وجودي حسه.
وليدتي الرائعة ريم وهي إكسير الحياة بالنسبة لي جاءت عوضاً عن وليدتي الراحلة ريم الأولى جاءت وملئت عالمي ألواناً من الجمال الذي كان يشع من عيناها الجميلتين وهي من مواليد 2••2،رائعة بكل تفاصيلها فهي قطعة مني ،أختي صديقتي المقربة عالمي الذي أختلي به عن كل ما يحيط ً .
وليدي محمود كدت أفقده وهو بين جنبات رحمي ولكن رحمة ربي كانت أقرب إلية من كل التوقعات ولد في سنة 2003 وأخذ إلى الحاضنة مني وأخذ كل تفكيري معه ،وبفضل الله ومنته تحسن وضعه ولكن وبدون مقدمات سقط من بين أحضاني ولدي سقط أرضاً وأنا تحت تأثير ذهول المنظر أعتقد بإنني فقدته ولكن عناية الرحمن كانت تحفه وتحيط به ولم يتأثر من تلك السقطة ولله الحمد هو رجلي الصغير الذي أعتمد علية في كل الأمور.
وليدي خليفة ولد سنة 2005 ولقد أسميته على إسم جده، حدثت لي بعض التعقيدات فيما بعد ولادتي له ولكن وبفضل الله ورحمته إجتزت كل ما حدث لأكون أماً أقوى لأولادي الذين ملؤ كل لحظاتي بوجودهم، وليدي خليفة الرائع بإبتسامته المتألق بجمال روحه وضحكته سكن القلوب وكان رائعاً أينما حل وفي أول أسبوع له في الصف الأول صبيحة يوم الجمعة فارقنا خليفة بدون مقدمات تذكر غير إحساسي الأمومي بوليدي الذي كان جزء من روحي بإن هنالك خطباً ما سيحدث لخليفة بالتحديد دون بقية أولادي ، توفي خليفة في يوم جمعة صلى علية جمع هائل من الناس من بعد صلاة الجمعة ، صلوا عليه أمام عيني وانا صورة وليدي خليفة قد إستقرت بين حنايا قلبي الذي تمزق من جديد برحيله.
وليدتي وأميرتي وسكر حياتي رغد هي أروع عطايا القدر، وليدتي التي لم أكن أتوقع قدومها فكنت اعتقد بإنها صبي لا فتاة، فسبحان الله حين يمنح عطايا ولدت رغد سنة 2008 وكانت من أروع المواليد ومن أعظم هبات القدر إلى قلبي وليدتي رغد هي عبارة عن فرح غامر أستشعره عندما أسمع صوتها .
حدثتكم عن مواليد لكل واحد من هؤلاء المواليد حالة خاصة في قلبي وحالة نادرة في وجودي فهم مواليدي، حفظهم ربي بحفظه وحرسهم بعينة التي لا تنام ، سعيدة بمن بقى معي وأكثر سعادة بمن رحلوا وسبقوني ليكونوا طيوراً في الجنة
فيا رب إجمعني بهم وأنزلني وأياهم خير مُنزلاً كريماً وليبارك الرب لكم في مواليدكم ويجعلهم من مواليد السعادة والهناء.