ورحل فارس الجبل
راشد بن حميد الراشدي
إعلامي وعضو مجلس إدارة
جمعية الصحفيين العمانية
—————————————-
رجل بألف رجل، والحق يقال في فارسٍ ترجلت خطواته ليلة الأمس نحو بارئه، ومع رحيله فُجع كل من آنسه وعاشره بمعروف ابتسامته وبشاشته وكرمه وأخلاقه العالية خير زاد حملهُ إلى ربه وفقده أخلاؤه ومحبوه لتلك الصفات التي كانت تصافحك وهو يلتقيك بها على سفح جبل شمس والجبل الشرقي بولاية الحمراء هي خسارة لهم.
منتجعاته كانت مفتوحة للجميع وبأسعارٍ رمزيةٍ لمعظم الفعاليات العلمية والثقافية والصحفية والدينية ومؤسسات المجتمع المدني فقد كان داعماً للجميع ومساهماً كذلك بالمال والحال من أجل إنجاح كل تلك المناشط .
المرصد الفلكي بجبل شمس والذي أقامته الجمعية الفلكية العمانية في منتجعه بجبل شمس شاهد آخر من شواهد الدعم للمناشط العلمية .
إبراز اسم عمان هو هدفه الأسمى، فقد درس السياحة وسعى للعمل الحر من خلال جهاده في إنشاء منتجع جبل شمس السياحي والذي أصبح علامة بارزة للسياحة العمانية وزاره آلاف السائحين من مختلف دول العالم ومن داخل السلطنة ومن خلال الفعاليات التي كان ينظمها سنوياً وبدعم سخي منه .
ترجل الفارس وكل أحلامه كيفية تطوير السياحة في عمان وتنويع المناشط السياحية من خلال سياحة المنتجعات الجبلية والساحلية وإنشاء ميادين الخيول وغيرها من الأفكار التي ترقى بالسلطنة كبلد سياحي .
زرت تلك الأماكن وقابلته عشرات المرات في مخيماتنا الفلكية أو جولات سياحية لعل أبرزها زيارة جمعية الصحفيين العمانية لمنتجعاته مرتين وكان يحلم بنهضة سياحية متكاملة لوطنه عمان وبمشاريع راقية كالتلفريك والمدن المائية وغيرها من المشاريع السياحية المتنوعة .
اليوم تنطفيء شمعته ليبقى ضوؤها ممتدا من خلال مآثره التي بقيت شامخة بعد رحيله والعوض في أبنائه وأخوته نحو حمل تلك الأمانة وتطوير ما كان يسعى إليه من خير لوطنه .
اليوم نستشعر تلك الروح الطيبة سائلين الله لها المغفرة والنجاة من العذاب وأن يرحم الله موتانا وموتى المسلمين .
فقد رحل بالأمس فارس الجبل أخونا فارس بن ناصر الخاطري بذكرياته الجميلة التي ستبقى محفورةً شامخةً في قلوب محبيه .
# سناو :
الثلاثاء : ٢٢ -٥-١٤٤٢ للهجرة
الموافق : ٦-١-٢٠٢١ للميلاد