مقال: محراب المدينة
حمود بن علي الحاتمي
هناك مدينة فائقة الجمال حباها الله بنعم كثيرة ومنها طبيعتها البكر وموقعها الجغرافي وعمقها التاريخي .
أهلها يعيشون بانسجام وتآلف تام ويكتفون بما يقدمه لهم والي المدينة وحاشيته من حوافز وخدمات .
لم تكن لهم مطامع يوما في سلطة حتى ظهرت مجالس لا تدخل إلا بالانتخاب .
هذه المجالس التي منحت لمواطني تلك المدينة جعلت لعاب البعض يسيل لها ولكن الوصول لها ليس بالأمر الهين .
بادئ الأمر تم الانتخاب عن طريق المشايخ والرشداء وتم انتخاب عضوين وتدخلت سلطة القبيلة في ذلك وثم بعدها تدخلت سلطة المال والتكتلات الأسرية في الوصول إلى ذلك المجلس
بعدها جاء من يقول لا سبيل إلا محراب المدينة فهو مكان يعرفه الناس لا يقف عليه إلا من امتلك صفات الملائكة والمقربون
من أراد أن يدخل مجلس المدينة عليه أولا أن يرتقي في محرابها .
المحراب غدا بوابة الوصول إلى المجلس ومنها إلى سلم الامتيازات والمنح
كثيرون من أخطأوا الدرب منهم من عرض شهاداته العلمية ومنهم من عرض خبراته العملية ومنهم من عرض أفكارا متجددة ومع ذلك لم ينجحوا مع أنهم يقينا أنهم صادقون
لكن بوابة المحراب ينظر لها أهل المدينة هي من تخدمهم وأهل المحراب هم الصادقون لكن ما لبثوا أن تخلوا عن وعودهم ونكثوها وكلما خاطب أهل القرية ملك متنفذ المحراب رد نلتمس للوزير العذر وأنا تقابلت معه أكثر من مرة ووعد بكذا وكذا
لا يزال متنفذ المحراب يمارس طقوسه على أهل القرية مرة بالتبرك ومرة بما ينفقه عليهم من صندوق المدينة وسيظل ذلك إلى يوم الدين والمنتفعين من حوله
المدينه بذلك الوضع لم تتقدم قيد أنملة لن يتمكن الآخرون من ممارسة الدور ومنهم الشباب سيغيب التمكين وستزداد المحسوبية في المدينة وسيتعاظم دور حراس المحراب
سيصلي الناس في الجبل وبعضهم لن يصلي ردة فعل منهم والسبب متنفذ المحراب
إلى أن يشرع قانون يمنع متنفذين المحراب من دخول المجلس .
يقينا وعلما أن المدينة تريد التغيير وواقع الحال يقول ليس بعد طالما أن هناك من يلتمس اللقمة من المحراب