2024
Adsense
مقالات صحفية

مقال: القافر

حمد بن سيف الحمراشدي

هل نتذكر القافر وقبل الدخول في اي تفاصيل اخرى اود الاشارة الى ان هذه المهارة اجزم انها موجوده في كل ارجاء العالم العربي وان لم تكن موجودة الان فلا شك انها كانت في سابق عهد موجوده وان خلت بعض اقطار الوطن العربي فالاغلب ان تكون موجوده في الكثير ..
…في الماض ظهرت هذه المهاره عند بعض الرجال ولنحصر سياق القول عن وطني سلطنة عمان وهي مهارة تتطلب الفطنة والذكاء وقوة الملاحظة من القافر واغلب الظن انها كانت مهمة ضروريه لاسباب تقفي اثر السارق والشيء المسروق معا والقافر من خلال مايتميز من صفات ومهارات يستطع الوصول الى الساق وبكل جدراة حتى لو حاول تغير السير وموضع القدم والالتفاف هناوهناك فالخبرة في السير سواء كان في الرمال او التراب او الجبال ومعرفته بحجم القدم والاصابع سواء للمرأة او الشابة او الرجل او الشاب او الكهل وغير ذلك من تباين بين الناس في الجسم اضف الى ذلك ولو كان يلبس في قدميه ما يلبس فالقافر بفطنته يستطع الوصول اليه ولو استغرق الامر ايام .
اذن القافر هو من يتبع الاثر في فقدان شخض او حيوان ما او سرقة او ماشابه وكما ذكرت سلفا انه كان مهما نستطع القول يمثل في عصرنا هذا المخابرات .
يحكى ان شخص ما فقد فحل غنم ويسمى تيس وكان له قيمة عاليه عند مالكه وخرج من المنزل مع بقية الاغنام للرعى ولم يعد وهنا حاول مالكه العثور عليه ولم يفلح واخذ في تتبع اثر التيس ومرت ايام ولم يتوقف وكان التيس قد قاده شخص ما فباعه والمشترى باعه لشخص اخر والاخير قام بذبحه واخذا من صوف التيس فصنع منه شاميه ..والشاميه هي عبارة عن صوف يتم نسجه بطريقة محكمه عالية القدة وبحجم يغطي القدم من الامام مع الاصابع سواء كانت على هيئة دائرة او مربع وهي افضل نعل للسير بها في الاماكن الصعبة كالجبال او الاوديه او الصحراء ..
والرجل وهو يبحث عن اثر التيس وغياب اثره لايام وكاد يفكر في ان يتوقف الا انه وجد اثر لتلك الشاميه وتركت عدة شعيرت من خلال السير عليها ..
.. وبدأ يمسك خيط المهمه واستمر في تتبع خطوات تلك الشاميه الى ان وصل للرجل الذي يلبسها وخلص اللقاء معه ان دله على الرجل الذي اشترى منه التيس والثاني دله على البائع الذي قبله والبائع دله على الشخص الذي اخذ التيس وهو يعتبر السارق ..
.. وهنا انتهت المهمه وتفاهما في بينهما وما يهمنا في سياق القصه هنا هو ان نعرف مهمة القافر وذكائه وقوة الملاحظة عنده وكان سابقا لا يقتصر دوره على غياب الحيوانات وانما على كافة انواع السرقات حيث كان لها واعني السرقات وقعا مستمرا لظروف الحياة في ذلك الوقت ..
دمتم سالمين ..

لغات أخرى – Translate

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights