2024
Adsense
ثقافة وفنون

بوح الصغر

بقلم: عذراء المياحي

في الصغر،
كنت أحتار فيما سأكون عندما أكبر،
هل في الإعلام؟
هل في الطب أو التعليم؟!
أو الآداب وما فيها من فنون؟!
أو القانون وما به من دروس؟!.

هل وهل وهل؟!

ظننتُ أنَّ العالم من أسهل ما يكون،
وأنَّ شخصي لديه كل المطلوب،
وأنَّ الحياة تمنح كل ما تشتهي النفوس ..

مَضينا في سلام،
دَرسنا في نظام،
شَاركنا في كلِّ مجال،
كنَّا في العُلوم،
وكنّا في الفُنون،
وكنّا في الهندسةِ والإدارةِ والحاسوب..

مَضيْنا،
تخطيْنا كل الضُغوط،
مَارسنا المَوجوب،
وانتظرنا العُبور،
لنصل للجامعاتِ والبُحوث..

وَصلنا،
وكان أجمل وُصول..

اختلطنا بكلِّ الهبوب،
ورأينا الصعود والنزول،
خالطنا الأجانب والأعارب، ومختلفِ الشُعوب..

انتظرنا التخرج،
لنصل إلى الهدفِ المَعروف،
إلى العملِ الدَؤوب،
إلى الخدمةِ الوطنيةِ والعُهود..

تَخرجنا،
وكانَ أجمل خُروج..

نستلم شهادة العلمِ المطلوب،
وسط فرحة كلّ القلوب..

وصلنا إلى نهايةِ الدروب،
لنفتح صفحة العمل المأمول..

انتظرنا شُهور،
ثم انتظرنا عُقود،
ليتم قبولنا في أي مكان يكون..

قدّمنا كل العُروض،
في أقصى الشَمال والجنوب،
رغبة في أن نرتبط بالحلم الموعود..

عُذراً،
لم يتم القبول..

التخصص غير مَطلوب،
رغم أنّ المعدل ليس مَشؤوم،
نرجوا لكَ القبول،
تابع كلّ المَعلون،
وابعث لنا الأوراق عبر الحاسوب،
وستجد الرد فيما كنت مقبولٌ أو مرفوض..

سمعاً وطاعة..

ثُمَّ،

لا مقبولٌ ولا مرفرض،
طلبنا في القوائمِ مَهجور،
لا مرئيٌ ولا مَسموع،
ونحنُ في انتظارِ تلك الوُعود.

مَضينا،

ونحنُ في انتظار الصُّفوف،
علَّ وعَسى يأتي الخَبر المُعلون..

في كُلِّ يومٍ،

نَصحى بنشاطٍ ناسينَ الهُموم،
نجري خلفَ الشواغر إن كان ثمةِ موجود،
لا نذكر الشهادة؛ خشية أن يكون التخصص مرفوض،
نقول:
ثانوية عامة وحيثما تريدوننا نكون..

عُذراً مُجدداً..

لا نملك شاغر موجود،
ابحث في مكان آخر ربما تجد القبول..

نذهب ونذهب،
حيثُ المَعلون والمَجهول،
وعُفواً؛
فإنّ الردَّ مَعروف..

نسألُ الله عوضاً عن كلّ يومٍ عانقنا فيه المَحبوط،
ونسألُ الله رزقاً لكلِ من كانَ عنِ العملِ مَحروم،
ونسألُ الله عملاً ينفعنا حيث نكون،
في الدنيا،
أو حينما نكون في القبور..

لغات أخرى – Translate

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights