بالإصرار والمثابرة نحقق النجاح
د. مسلم بن سالم بن محمد الحراصي
باحث في الموارد البشرية والقضايا التربوية
تتعدد المصطلحات في كافة العلوم المختلفة وفي مؤسسات العمل وعلى مستوى الأفراد، وبذلك يدركها البعض ويستشعرها ويعمل لتحقيقها بكل ثقة وإقدام، وفي المقابل يهملها البعض الآخر ولا يضع لها أي اعتبار، والحقيقة أن جميع الكلمات لها معنى مُعبر وواسع الأفق يتطلب إتقانه والاستفادة من الإيجابيات التي يحملها والابتعاد عن السلبيات التي يتضمنها، ومن المصطلحات الشائعة والمهمة جداً الإصرار والمثابرة حيث أنهما مصطلحان يولدان في الفرد الحماسة والدافعية إذا ما تقمصهما وعمل بهما في حياته وتحقيق طموحاته وإنجازاته، وهنا لا بد من الإشارة إلى كل منهما بشكل مستقل حيث تبرز أهميتهما بشكل تفصيلي على النحو الآتي:
أولاً: الإصرار، وهو عدم الاستسلام للتحديات والصعوبات والفشل في بعض المحطات التي تصادفك، بل ينبغي منك العمل بكل همة من أجل الوصول إلى تحقيق النجاح، كما يمثل مواصلة الجهد والعمل الدؤوب وبذل الوقت واستغلال القدرات والإمكانات والمحاولة مرة ومرات متواصلة أو منفصلة طموحاً وإصراراً لاجتياز كافة المراحل وتحقيق الأهداف.
ثانياً: المثابرة، ويمثل مصطلح واسع وملازم للإصرار في أغلب الحالات كما أنه مكمل له إذا ما اجتمعا معاً، وتتمثل المثابرة في بذل الإمكانات والجهد من أجل إنجاز مهمة أو عدة مهام مختلفة دون تشتت بل التركيز المباشر فيها مع التحلي بالصبر والاستمرارية والحزم وهي قيم عظيمة ووجودها ميزة حسنة، ومن الأمثلة الواقعية للإصرار والمثابرة حينما يخطط شخص للحصول على مؤهل علمي ثم يبحث عن الطريق والوسائل والمهام اللازمة لتحقيقه، بعدها يبدأ في تنفيذ المهمة وفق خطوات مرحلية يلازمه الإصرار في تحقيق أهدافه وعدم الاستسلام من خلال المذاكرة والقراءة والاستفادة من الكادر التدريسي وأصحاب الخبرة والبحث المستمر، كذلك المثابرة في بذل الجهد ومقاومة التحديات التي تواجهه والحزم في تحقيق الهدف، بالتأكيد سوف تكون النهاية مرضية وتتحقق الطموحات المخطط لها، عليه لا بد أن نضع تلك المصطلحات الحيوية نصب أعيننا ونعمل بها أينما وجدنا في كافة المستويات الاجتماعية والعملية والعائلية وفي مختلف الأصعدة الأخرى.