2024
Adsense
أخبار محليةمقالات صحفية

الفاقد من التعليم” الكارت المفقود”

خميس البلوشي

موعد عامٍ دراسيّ جديد، – في ظل جائحة “كورونا” – عُدنا إلى مناضد مدارسنا والعَود أحمد، من خلال التعليم عن بُعد – في فصولنا الافتراضية – امتثالاً للتوجيهات السامية لمولانا حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق حفظه الله، وتنفيذاً لقرارات اللجنة العليا، وتبعاً لتوجيهات وزارة التربية والتعليم، وكلّ منّا له دورٌ فاعل منوط له، ككادرٍ إداري وتدريسي وطُلّاب مستهدفون وكذلك أولياء أمور (آباء وأمهات)، ويحرص كلّ منّا على تأدية واجبه المُلقى على عاتقه، للمضيّ بعجلة التعليم والتعلم في أزمةٍ لم يسبق لها مثيل، وإن كانت التجربة عن بعد، فالمعلمون قائمون بتخطيطٍ وإعدادٍ لتنفيذ الدروس بأنشطتها ومحتوياتها التفاعلية سواء كانت حصصاً تزامنية أو غير تزامنية، ومتابعةً من الكادر الإداري لذلك والذي لا يكلّ ولا يملّ من التوجيه والمتابعة والإشراف وحرصاً منهم على نجاح العملية التعليمية وتقييمها، للخروج بجودة مُخرَج تعليمي مشرّف.

والطلاب قائمون أيضاً في تسارعٍ بتوظيف التقنية وتكنولوجيا الاتصالات المتاحة لهم واستخدامها، وإتاحتهم للمشاركة ونَيل الفُرص الكبرى للفهم والاستيعاب، والتفاعل مع معلميهم وأساتذتهم، وتفاعلهم مع المحتويات التعليمية ومشاركة زملائهم الطلاب.

وتبرز هنا المهام والأدوار الجسيمة لأولياء الأمور، حيث يفرز التعليم عن بُعد العديد من المهام الجديدة لأولياء الأمور، ويجعل لهم الأدوار الكبرى والتي تتّسم بالتوجيه والإرشاد والعمق في مجال الحرص على مستقبل أبنائهم، فالتعليم في مرحلة التعليم بُعد، وبعيداً عن مرأى المعلم، يرمي بمسؤوليةٍ عظيمةٍ على كاهل الآباء والأمهات، من أجل مساعدة أبنائهم والمساهمة في متابعة تأدية التكاليف والأنشطة المدرسية المناطة للطلاب، وكل ذلك يكون عن طريق تقديم الدعم اللازم لتوجيه التعليم والتعلم المتاح لهم، وذلك قدر الاستطاعة، حيث أن نظام وسيرورة التعليم عن بعد يضع أولياء الأمور في مصبّ مهامٍ تعليمية وتربوية لا تكون مرتبطة بالتعليم بشكلٍ مباشر، وإنما مهامهم الأساسية هي المساعدة فقط، وتهيئة بيئة مناسبة للتعليم وتوفيرها، وكذلك أيضاً الإشراف على تعليم وتعلم الأبناء، وتعزيز تعلم أولئك الأبناء خلال تقديم الدروس في التعلم عن بعد من قبل المعلمين، وتوفير الدعم اللوجستي في الحياة اليومية.

وهنا تظهر لنا عدة تداعيات لتذهب بنا إلى مخرج “للتعليم عن بعد” إلى أسوأ حالاته، وتردّي مُخرجات هذا التعليم، وبذلك يكون فاقداً تعليمياً، أي بمعنى كرتاً مفقوداً، فتدفق المعلومات التي يكتسبها الطالب من خلال حصصه الدراسية تكون مفقودة، وذلك عندما يترجّل الفارس الشجاع عن صهوة حصانه “ولي الأمر”، ويكتسي ثوب البطولة والمنقذ ويقوم بحلّ تكاليف وأنشطة أبنائه وواجباتهم، حيث يوجد العديد من المفاهيم التربوية والتعليمية، والتي لا يعي معناها أولياء الأمور، ألا وهي “الفاقد التعليمي”، وعليه يُعد الفاقد التعليمي من المشكلات التي تواجه التعليم، وذلك في هدر وقت وجهد الطلاب، وخاصةً في حال قام أولياء الأمور بحلّ التكاليف والأنشطة المناطة بالأبناء، وبدون الاكتراث إذا ما تعلم الطالب أم لا، وهل تمكّن من الوصول إلى النتائج المنشودة من عملية التعليم والتعلم، وهذا مؤكدٌ أنه سيؤدي إلى إهدار جزء كبير من جهد المعلم وولي أمر الطالب وبدون فائدة تُذكر من التعليم، حيث أن الفاقد التعليمي هو الشخص الذي يكون خارجاً عن عملية التعليم والتعلم، ألا وهو مُخرَج تعلم الطالب من التعليم…. وبذلك يكون “كارتاً مفقوداً”، فكفاك ترجلاً أيها البطل، فدع الأمور تجري في أعنّتها بأن يقوم طفلك أو ابنك بحلّ واجباته الدراسية حسب قدراته ومعارفه.

لغات أخرى – Translate

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights