بأي عيد جئت يا عيدُ
راشد بن حميد الراشدي
إعلامي وعضو مجلس إدارة
جمعية الصحفيين العمانية
——————————————
قابوس سيدي السلطان طِبتَ حَياً وميتاً ورحمات رب العالمين تظلّل قبرك وثراك.
يفتقدك البشر والحجر اليوم، وتبكيك المآقي والعيون، تذرف خلفكَ عيون الثكالى والشيوخ والعجائز والطفل اليتيم أنهاراً من الدموع.
لمن تركتَ هذا النحيب، ولمن تركتَ هذا العيد يهلّ علينا ونحن نفتقد ذلك المَبسم الحاني على الشعب العظيم.
تمرّ الأيام مثقلةً بعد فراقك وحبكَ المكنون في قلوبنا يلتهب شوقاً لِلقائكَ كما كنتَ تلتقينا كلّ عامٍ وكلماتك تصدح في أنفسنا مبشراتٍ بوطنٍ عزيز مجيد.
من عايشوا حكمكَ خطوةً بخطوةٍ عرفوا سرّ محبتك وشموخك الباقي على هذا الوطن.
من علِموا تضحياتك مع الزمن هم من يكتبون اليوم لك ذلك التاريخ شهادةً بين الأمم.
أنت تأتي في زمانك ومكانك فقد ردّدنا منذ خمسين عاماً (أبشري قابوس جاء فلتباركه السماء) وأنت كنت كالطّود حامياً للوطن.
أنهار الدموع والأحزان لن تكفّ عن من أحبك سلطاناً وقائداً وأباً ومعلماً وبانياً وحكيماً ومصلحاً وسلاماً للعالَم أجمع.
الكلّ سيفتقدك في ال18 من شهر نوفمبر من كل عام.
كنا نفرح صغاراً ونحن نشارك في أفراح نوفمبر المجيد بين رافعٍ للعَلم، ونشيدٍ للوطن ومسرحية هادفة تبرز منجزات الخير في طريق الهِمم.
بأيٍ حالٍ جئت يا عيد؟ ووطنٌ يفتقد قائده العظيم من تلمّس في الظلمات حاجة شعبه ورعاهم حقّ رعايته فتناثرت كل الخدمات وسُبل العيش الكريم في المدن والحواضر والبوادي والقرى والجبال والرمال والجُزر والسهول من أقصى البلاد إلى أقصاها ليعيش المواطن عزيزاً متنعماً بكل منجزات الخير في مكانه وبيئته التي نشأ فيها، ولتجد شكر الله والسلطان على لسان كل مواطن ومقيم على أرض الوطن.
اليوم يفتقدك الخارج كما يفتقدك الداخل سيدي السلطان، فقد كنت رجل السلام المحبّ للوئام للعالَم أجمع، يشهد عليك محبّوك ويرددون اسمك في كل حين.
لقد حفرتَ اسمك سيدي السلطان في قلب كل محب وزرعت تلك الإبتسامة العريضة لعمان ومستقبلها وبأن الطريق سيكون بإذن الله أخضر وستظل نهضتها متجددةً شامخة ماضية للخير بإختيارك لجلالة السلطان هيثم الأمين – يحفظه الله – قائداً للوطن ومناضلاً من أجل رفع رايته خفاقةً أبيةً شامخة الأركانِ.
يأتي نوفمبر المجيد حزيناً ونحن نفتقد قلباً خفق من أجلنا طوال أيام عمره التي أنعم الله بها على عمان لتكون واحة الأمن والأمان ونحن مؤمنين صابرين محتسبين لله على فقد أعزّ الرجال فهي سنّة الله في خلقه.
اليوم لا نملك سوى دعاءنا إلى الله متضرّعين أن يرزقك جزاء ما قدمته لعمان وشعبها والعالم بأسره وأن يطيّب الله ثراك.
وندعوا الله بقلوبٍ عامرة بالإيمان أن يحفظ الله عمان وسلطانها وشعبها في رخاءٍ وكرامة وعزة وسؤدد.
ففي عيد عمان الخمسين تبكيك عمان قاطبة.