الإمام أحمد بن سعيد البوسعيدي ((عمان وعلاقاتها التجارية الخارجية ))
أحمد بن علي المقبالي
الجزء التاسع:-
سوف يكون إن شاء الله تعالى عن العلاقات التجارية الإقليمية والدولية لعمان في زمن الإمام أحمد.
– شهد عهد الإمام أحمد تطوراً كبيراً في العلاقات التجارية مع كثيرٍ من الدول وبخاصةٍ مع العراق واليمن والهند وفرنسا وبريطانيا.
– يدلّ العدد الكبير للسفن التي تمرّ بميناء مسقط على كثرة وتعدّد العلاقات التجارية العمانية.
– وصلت التعاملات التجارية العمانية إلى سورات وبومباي وجوا على امتداد ساحل مالابار ومع مخا وجده في البحر الأحمر .
– تؤمّ ميناء مسقط سفنٌ من فارس والبصرة وساحل مكران وسفنٌ من نهر السند ومن مناطق كثيرةٍ أخرى، وهذا يدلّ على شُهرة عمان وثرائها.
– من العلاقات التجارية مع العراق أسطول القهوة الذي يرسله الإمام كل سنةٍ إلى البصرة.
– في عام ١٧٧٣م كانت العلاقات التجارية مع فارس طيّبة، وهناك حركة تجارية واسعة بين مينائَي بندر عباس وبوشهر وميناء مسقط.
– كما كانت العلاقات التجارية مع ميناء المخا في اليمن من العلاقات المهمة، إذ يتمّ تحميل عشرين ألف بالةٍ من البُنّ اليمني إلى البصرة.
– في عام ١٧٦٠م أقام الإمام علاقاتٍ واسعةٍ وهامةٍ مع لامارتنيك حاكم جزيرة موريشيوس الفرنسية وتبادل معه الكثير من الهدايا.
– وقد أقام الإمام علاقاتٍ ومصالح تجارية مع وكيل الشركة الفرنسية في بغداد استمرت طيلة عهده.
– كَوّن الإمام علاقاتٍ اقتصاديةٍ طيّبة، وإن كانت متوترة مع بريطانيا من خلال شركة الهند الشرقية الإنجليزية، رغم أن بريطانيا كانت تعتبر الأسطول العماني هو العائق الوحيد أمام استفرادها بالمنطقة وعملت على تحجيمه حتى نجحت في العام ١٨٥٦م .
– عام ١٧٧٣م أصبح لشركة الهند الشرقية الإنجليزية مُمثل في عمان يُدعى ناريان آسا وبقي هذا حتى نهاية عهد الإمام أحمد.
– وكان لهولندا أيضاً علاقاتٍ تجارية كبيرة مع عمان، ففي عام ١٧٥٦م أخذت السفن الهولندية تصل إلى ميناء مسقط.
– سمح الإمام أحمد للهولنديين باستئجار بيتٍ ملائمٍ وتعيين أشخاص لإدارة أمورهم التجارية مع عدم رفع العَلم الهولندي على المقرّ التجاري أسوةً بباقي الدول الأوروبية.
– الموقع الجغرافي لعمان جعلها حلقة الوصل بين الهند والوطن العربي كما كانت العلاقات التجارية مع الهند قويةً جداً ومتنوعة.
– كان حاكم حيدر آباد نظام الملك على علاقاتٍ متميزة مع عمان، فقد كانت السفن العمانية تتردد بشكل مستمر على موانئه وتحمل منها الأرزّ اللازم لدول الخليج كلها.
– أما مقاطعة ميسور الهندية فقد كانت ترسل خمس سفن تحمل علمها تزور مسقط كل عام محملةً بأنواع كثيرةٍ ومتنوعةٍ من البضائع.
– قام الأسطول العماني بتطهير ساحل ملبار من القراصنة لتأمين الخط الملاحي مع الهند وبذلك زادت الحركة التجارية مع الهند وأصبحت السفن تمخر عُباب البحار بدون خوفٍ أو قلق، تحت ظلّ حماية الأسطول العماني القويّ في تلك الفترة، وبذلك زادت الحركة التجارية ونشطت رؤوس الأموال، وأصبحت عمان مقصداً ووجهةً يؤمّها من يرغب بالثراء.
المقال القادم إن شاء الله تعالى سوف يكون عن الحركة الثقافية والعلمية في عمان في عهد الإمام أحمد بن سعيد البوسعيدي.
المصدر :-
– عمان في عهد الإمام أحمد بن سعيد ١٧٤٤ – ١٧٨٣م .
المؤلف :-
فاضل محمد عبد الحسين جابر