تحتفل صحيفة النبأ الإلكترونية بالسنة السادسة لتأسيسها
Adsense
فعاليات وأنشطة النبأمقالات صحفية

إنما بُعثت لأتمم مكارم الأخلاق

محمد بن خليفه المعولي

أرسل الله تعالى رسله إلى خلقه مبشرين ومنذرين يدعون الناس إلى الهدى، وقد أيدهم بالكثير من الحجج والبراهين التي تثبت حجتهم ونبوتهم.

ولما أراد الله سبحانه وتعالى لهذه الأمة الخير والصلاح والهداية والرشد، فقد بعث فيهم من أنفسهم المصطفى صلى الله عليه وسلم هادياً للناس كافة، وبشيراً ونذيرا.

إن المتتبع إلى حال الناس قبل مبعثه عليه الصلاة والسلام يلحظ حالة التخلف والجهل وانعدام الأخلاق والقيم ومبادىء الدين الحنيف في تلك المجتمعات البشرية، فقد كانت أشبه ما يكون بالغابة يأكل القوي فيها الضعيف.

لقد كان لمبعث محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الناس كافة، نقطة تحول كبيرة في مسيرة الإنسانية جمعاء بعد أن استجاب الله لدعاء نبيه إبراهيم الخليل وولده إسماعيل عليهما السلام.

ومع مجيء الإسلام أضحى العدل والمساواة سمة المجتمع الإسلامي الذي ساوى بين أفراد المجتمع وراعى الحقوق والحريات والمشاعر بل وحتى أنه كفل لغير المسلمين حق الجيرة.

وإذا رجعنا إلى الصفات الحميدة والخلق العظيم الذي تحلى به خير الإنسانية محمد صلى الله عليه وسلم، ورفعة منزلته من الله عز وجل ندرك حقيقة غاية في الأهمية وهي أن الحبيب المصطفى بعث ليعيد للإنسانية الخصال الحميدة ويتمم مكارم الأخلاق الرفيعة والسمو الروحي في أبهى صورة.

وإذا أردنا أن نختصر كل ما اجتمع في المصطفى صلى الله عليه وسلم من تلك الصفات الحميدة والخصال الرفيعة فإننا نتذكر قول الله تعالى فيه..{وَإِنَّكَ لَعَلَىٰ خُلُقٍ عَظِيمٍ (4)}-سورة القلم… أي مدح هذا؟ وأي ثناء هذا من رب الناس وخالق الكون ومصرفه، إنها المنزلة الرفيعة التي حظي بها المصطفى صلى الله عليه وسلم.

وأما على مستوى الإنسانية والرحمة، فقد كان رسولنا صلى الله عليه وسلم أكثر ما يخشاه هو ضياع الأمة من بعده وشتات أمرها.

لقد كان المصطفى يتألم من مآل وحال أمته من بعده فكان يشفق عليها كثيراً من تداعيات الزمان وصروف الدهر.

ورغم أنه قد مر على حياته صلى الله عليه وسلم ما يقارب من ١٤٠٠ عام، إلا أن حبه صلى الله عليه وسلم مطبوع على قلب مليار مسلم في يومنا هذا، بالتالي لا يظن الكفار وأهل الشرك من أن إساءتهم لهذه الشخصية العظيمة ستمر مرور الكرام.

إن الخلق الرفيع لهذه الشخصية العظيمة والاقتداء بها جعل أمة الإسلام أمة رحمة وهداية ورشاد، لا أمة ضلال وسوء أخلاق، وبالتالي فإننا نناشد الجميع أن تكون ردة الفعل تجاه من أساء إلى المصطفى صلى الله عليه وسلم مبنية على أساس قاعدة “ادْعُ إِلَىٰ سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ ۖ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ ۚ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ ۖ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ (125)-سورة النحل” مع تحكيم العقل حتى تصل رسالة الإسلام والسلام كما أراد لها المصطفى صلى الله عليه وسلم.

لغات أخرى – Translate

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights