محمد رسول الله صلى الله عليه و سلم نهجاً للقيادة
يوسف بن عبيد الكيومي – مدرب القيادة الإدارية و القيادة التربوية..
بسم الله الرحمن الرحيم قال تعالى: {لَّقَدْ كَانَ لَكُمْ فِى رَسُولِ ٱللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُواْ ٱللَّهَ وَٱلْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ ٱللَّهَ كَثِيرًا(٢١) } صدق الله العظيم..سورة الأحزاب.
نعم للعالم أجمع أسوة حسنة في خير البشر رسولنا الكريم محمد صلى الله عليه و سلم؛ و من هذا المنطلق يأخذ مصطلح القيادة في الإسلام مكانة مرموقة عالمياً، بين مختلف أنواع القيادات الموجودة سواءً كانت المخضرمة أو المعاصرة في الوقت الحاضر. ولما لا وهي القيادة التي أسسها أفضل خلق الله وأكرمهم الرسول محمداً صلى الله عليه و سلم؛ ليكون تعامله مع من حوله من الناس بأساليب مختلفة تدل على أهمية القيادة التي كان يتبعها و يطبقها صلى الله عليه و سلم حتى تمكنه من القدرة الحقيقية على قيادة الأمة و العالم أجمع منذ ما يزيد عن ١٤٠٠ عام. وقال رسول الله صلى الله عليه و سلم: (لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من ولده ووالده و الناس أجمعين) صدق رسول الله صلى الله عليه و سلم. نعم ظهر صلى الله عليه و سلم على الإنسانية ليغير الكثير من الأفكار المغلوطة في ذلك الوقت والتي كانت تعتبر سلوكيات وعادات لا يمكن تغييرها مع قومه العرب، لتصبح أشياءً عابرة منذ أن أخذ على ذمته فكرة التغيير في حياتهم عن طريق نشر الدين الإسلامي بينهم ذكوراً وإناثا، فراداً وجماعات.
حتى صار حديث زمانه بما أتى به من رب العالمين، لا هو يعلم، ولا هم على دراية بما يقوم به، بأنه الدين الذي به سيغير العالم و ستتبعه مختلف الحضارات نهجاً و تأييداً للقيادة الناجحة التي يمارسها. و لتتم ترجمتها من علماء الماضي و المعاصرين إلى مختلف لغات حضارات العالم قاطبة، ليترسخ في ذهن الإنسان المسلم بأنه يتجه الاتجاه الصحيح بما يراه من انتشار سريع لدينه الإسلامي الحنيف في مختلف بقاع الأرض، وهو ما جعل أعداء الإسلام يستمرون في اتخاذ المواقف السلبية و المنحطة ضده وضد من يؤمن به كل بطريقته من تضليل وهتك لحرمة الدين وقذف في سيرة مؤسس الدولة الإسلامية رسولنا الكريم، و الذي أرسله الله سبحانه و تعالى رحمة للعالمين وهذا ما يدل عليه قوله تعالى: {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ (١٠٧) } صدق الله العظيم. سورة الأحزاب.
فهو خاتم الأنبياء والمرسلين نبي الإنسانية النبي العالمي لماضي الأمة و حاضرها و مستقبلها.
نعم إنه القائد الأعلى و الأنقى و الأصفى الذي برحمته كنهج حياة قولاً و عملاً، والذي تخرج من أسلوب قيادته جميع القادة على سطح الأرض قاطبة.
رغم عدم اتفاق طرق تفكيرهم في آليات و أساليب تطبيق الممارسات الفعلية، والتي لا بد من أن يكون القائد في مقدمة العمل أمام أتباعه تحقيقاً لأبعاد القيادة و التي اعتمدها صلى الله عليه و سلم في جميع مواقف حياته الإنسانية و العملية فترة قيادته للدولة الإسلامية، والتي ظهرت بعد ذلك كأساليب ونظريات في كتب الغرب بنفس الأسلوب مع اختلاف طريقة التنفيذ، متناسين بأن العلم الموجود على رفوف مكتباتهم ما هو إلا علم انحدر من العلوم الإسلامية المنبثقة أساساً من تعاليم القرآن الكريم و السنة المحمدية، لنجد دعوة ربانية في قوله تعالى: {قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ ۗ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ
(٣١)} صدق الله العظيم- سورة آل عمران.
هذه الدعوة الربانية إلى جميع الأجيال في حاضر الأمة و كذلك مستقبلها أن تعي المعنى الحقيقي و أن تتدبر معاني الآيات القرآنية حتى تستطيع أن تقف شامخة في حب دينها وحب رسولها صلى الله عليه و سلم لاجمةً للأفواهِ المعادية مهما كانت شراسة خبثها لتبقى كلمة الله هي العليا و كلمة الذين كفروا السفلى، رابطين ما سبق بالعمل على سيرة و سنة الرسول صلى الله عليه و سلم حباً فيه، وقدوة لشباب العالم الإسلامي للمصطفى المجتبى رسول الله محمد صلى الله عليه و سلم مؤسس نهج القيادة الإسلامية العالمية وقائدها.