مقال: لوحات إرشادية أم إعلانية
لوحات إرشادية أم إعلانية
نهضة مترامية الأطراف شمالا وجنوبا شرقا وغربا تزهو بها عمان لتسطر ملحمة عمانية خالدة في ربوع الوطن الحبيب لتأتي على كل جوانب ومناحي الحياة لتطورها مواكبة كل التقدم والرقي.
طرق ممتدة تشق الجبال وتخترق الصحاري لتثبت عزيمة الإنسان العماني على البناء وإعمار الأرض، تخدم كل من يعيش على أرض عمان، وتزدهر بالإنجازات المتوالية في مجال النقل البري والتي حازت على أرقى التصنيفات العالمية في هذا المجال.
ومع هذه التطورات برزت في الآونة الأخيرة ظاهرة دخيلة على مجتمعنا العماني والتي أعتبرها تشويها متعمدا وظاهرة سلبية في حد ذاتها لما لها من سلبية تشويه المنظر العام وإفساد للغايات التي وضعت من أجلها اللوحات الإرشادية بطول طرق السلطنة المنتشرة، حيث طالعتنا مؤخرا إعلانات تجارية وربما من شركات صغيرة ومتوسطة ومشاريع شبابية طموحة لكسب العيش، لكن تعد مخالفة صريحة للقوانين المنظمة للإعلان في السلطنة، ومفسدة للذوق العام، عمد إليها كثير من الشباب أصحاب هذه المشاريع بوضع آلاف الملصقات على اللوحات الإرشادية على طول الشوارع وربما في أحيان كثيرة على طول السياج الحديدي الممتد لحماية الطريق.
ووفقا للقرارات والقوانين المنظمة في هذا الشأن يمنع استخدام اللوائح الإرشادية لهذا الغرض لما له من تشويه وافساد للذوق العام الذي ينم عن جهل عند البعض بطرق التسويق التي غالبا ما يكون لها أماكن مخصصة أو صحف مستقلة يتم من خلال العرض، ولأجل أن تتكاتف الجهود بهذا الشأن أقترح على الجهات المسؤولة عن تنظيم هذا الأمر وأخص هنا وزارة البلديات الإقليمية وموارد المياه ووزارة النقل والاتصالات بصفتهم ذي علاقة مباشرة عن هذا الجانب، أقترح أن تقوم هذه الجهات بعمل توعية شاملة من خلال الصحف والإذاعة والتلفزيون والتعريف بهذه الظاهرة وخطورتها وضررها على اللوائح الإرشادية ومستخدمي الطريق على السواء، قبل أن تلجأ الجهات المعنية للإجراءات القانونية المتبعة حيال هذا الأمر.
إن الحفاظ على الذوق العام والمنظر الحضاري والمكتسبات العظيمة لعمان لهو أمر مشترك بين كافة شرائح المجتمع، لنظهر دوما الوجه الحضاري للمجتمع العماني الذي اتخذ من الرقي والتقدم شعار مع المحافظة على الموروث الثقافي وأخلاق العمانية التي جابت البلدان ونشرت رسالة السلام.
همسة أخيرة:
“إن التعاضد والتكاتف بين جميع الجهات المسؤولة والتنسيق المباشر بين إداراتها وتبادل الرأي والمشورة بين القائمين عليها هو السبيل المؤدي الى نجاح الخطط والبرامج الوطنية في اداء دورها المنشود في التنمية الشاملة وتحقيق أهدافها القريبة والبعيدة في خدمة الأجيال الحاضرة والقادمة”.
“قابوس بن سعيد”
الوليد بن زاهر العدوي
إعلامي عماني
aladawi78@gmail.com