حملة نصرة الرسولمقالات صحفية

انتصروا لنبيكم

خلفان بن ناصر الرواحي

لقد تجرأ السفهاء في التطاول على خير البَرَيِّةِ محمدٍ عليه الصلاة والسلام، وهذا ليس وليد اليوم ولا وليد الصدفة، فقد تلقى عليه الصلاة والسلام منذ بداية الدعوة أشد أنواع التطاول والإيذاء من قومه، ومن سفهاء القوم، إلا أن إرادة الله ووعده الأبدي لن يتغير ولن يتبدل بتبدل الزمان والمكان، وقوله الحق سبحانه، فلا تتخاذلوا بتخاذل الأمة، ولا تيأسوا من رحمة الله، فَلَو كان بيننا عليه الصلاة والسلام، لما التفت لهؤلاء السفهاء وأمثالهم، وواصل الصمود في وجه كل متكبر ومتطاول على شخصه، وعلى دين الله الحق.

إن دين الله هو الدين الخالد ولو أبى من أبى، وتطاول من تطاول؛ وهذا إقرارٌ رباني حتى تقوم الساعة، حيث يقول سبحانه في كتابه العزيز: {إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ }- آل عمران 19. فلا دين مقبول عنده سبحانه إلا دين الإسلام ، وهو الإذعان والاستسلام والخضوع لله وحده ،فلا شريكٌ ولا ند، ولا إدعاء الثالوثية المحرفة، فعبادته له وحده، وهو شمول الإيمان بالله وبرسله وبما جاءوا به من عند اللهِ من رسالاتٍ وأديان ومِلَل، ولكل رسول شرعة ومنهاجاً، حتى جاء خاتمهم وصفيهم وخليلهم محمد صلى الله عليه وسلم، فأرسله الله للناس كافة، فلا يقبل الله من أحدٍ ديناً بعده إلا الإسلام، وهو الذي جاء به صلى الله عليه وسلم. فكما جاء ذلك في قوله تعالى في سورة آل عمران أيضاً؛ ليؤكد لنا بقوله سبحانه وتعالى: {وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ (85).

إنَّ ما نراه في عالمنا اليوم من تعدي وتطاول على شخصية الرسول الأعظم عليه السلام، ما هو إلا بداية تمكين وعودة صحوة لعودة شوكة الإسلام، وما يقوم به العابثين مهما كانت مكانتهم لن يضر الدين شيئاً، وإنما ذلك غيض من فيض، وحقدٍ ورأنٍ قد طُبِعَ على قلوبهم، وأُقفلت قلوبهم للانصياع للحق والبرهان المبين، كما أُقفلت قلوب الذين من قبلهم، ولنا في التاريخ لعبرٍ ذُكِرتْ في كتاب الله وأسردتها كذلك بعض كتب التاريخ، فأين نمرود الطاغية، وأين فرعون، وأين قوم لوط وعاد وثمود، وأين وأين أمثالهم.

إذاً لا تتهاونوا في نصرته، ولا يخذلنكم المثبطون والمتخاذلين، فجاهدوا بما استطعتم أن تنصروه ولو باليسير، فالنصرة ليست مقصورة على أحد، ولا محصورة بوسيلة واحدة، ففي عصرنا الدفاع عنه ليس بالسلاح الفتَّاك، أو المواجهات والتصادم، فسلاحكم هو عصب الحياة العصرية الذي تقوم عليه الدول، فوسائل الإعلام لها دور بارز بقلم الكُتَّاب، والعلماء وأصحاب النخوة، وكذلك الاقتصاد هو العصب الذي إذا شُلّت بعض أركانه، تهاوت باقي الأركان وآلت بالسقوط. يقول تعالى في سورة التوبة: {إِلَّا تَنصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللَّهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُوا ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا ۖ فَأَنزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَّمْ تَرَوْهَا وَجَعَلَ كَلِمَةَ الَّذِينَ كَفَرُوا السُّفْلَىٰ ۗ وَكَلِمَةُ اللَّهِ هِيَ الْعُلْيَا ۗ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ (40)}.

فلتنتصروا لحبيبكم، كلٌ حسب استطاعته وقدرته على المشاركة بالقلمِ، أو المقاطعة للسلع، أو بما يراه هو من جانبه مناسباً، واستبشروا خيراً، فإننا نرى ما جاء وصفه في سورة النصر هو الحق المبين، فالناس بدأت تدخل في هذا الدين أفواجاً. فالمتتبع لهذا التطاول يرى بأن شوكة الدين بدأت تعود وفي قعر دار السفهاء المتربعين على العروش، فهذه بشارات عظيمة، واعلموا يقيناً بأن الله متكفلٌ بنصر دينه ونبيه حياً وميتاً. يقول تعالى في سورة التوبة: {يُرِيدُونَ لِيُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ (8)هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَىٰ وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ (9)}.

ونسأل الله عز وجل أن يُمكِّن دينه ويعلو شوكته وينصر رسوله، وإنني أوصيكم بقول الله سبحانه كما جاء في سورة العنكبوت، حيث قال سبحانه ؛{۞ وَلَا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِلَّا الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ ۖ وَقُولُوا آمَنَّا بِالَّذِي أُنزِلَ إِلَيْنَا وَأُنزِلَ إِلَيْكُمْ وَإِلَٰهُنَا وَإِلَٰهُكُمْ وَاحِدٌ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ (46).

لغات أخرى – Translate

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights