قبل أن يكن مرضاً هو درساً
صفوان الشعيلي
هُنا نحن ،،،
بينَ أحضان الحظر والهدوء، لماذا؟
لأننا خائفون من فايروس لا يُرى بالعين المجرده يهدد البشرية بالفناء، وكأنَّا نسينا عصور الطاعون و الكوليرا و الانفلونزا، و ها هو كورونا ينضم للقائمة، قد أقْعَدَ كل العالم بكل ترسانته العلمية والطبية، قد شهدنا توتراً عالمياً، كلٌ صار همه توفير بيئة منزلية صحية وآمنة، قد رأينا الأسواق مقفرة من المواد الغذائية، وهنا نستشعر كلام الذي لا ينطق عن الهوى حين قال: ” من أصبح منكم آمناً في سربه، معافى في جسده، معه قوت يومه، فكأنما حيزت له الدُنيا بأسرها”.
ماذا لو كان الوضع تماماً هكذا ولكن دونَ كورونا؟
ماذا لو أبطلنا التجمعات التي يذرف بها الطعام بلا قياس؟، وجعلناها مثل اليوم، عائلية مبسطة!
ماذا لو توقفنا عن زيارة المريض حتى يستعيد صحتَهُ ومناعَتَهُ. ماذا لو استشعرنا نعمة الصحة دائماً كما استشعرنا اليوم؟.
وهنا يعلمنا كورونا درساً واقعياً قاسياً، وأكَّد علينا مقولة “لكل محنةٍ في طياتها منحه”؛ وهي استشعار النعم التي كنا نجهلها و فرصةٌ لمراجعة أفعالنا وتصرفاتنا من إهمالٍ و تبذيرٍ و هدرٍ وأن الأموال كلها ..كلها.. قد تأتي لحظة لا تنفع فيها ولا تضر، وتعود الحياة لإكسيرها الأساسي : المسكن، والصحة، والأمن النفسي.