تحتفل صحيفة النبأ الإلكترونية بالسنة السادسة لتأسيسها
Adsense
أخبار محليةمقالات صحفية

عندما يتضرّع المُخبتون

خلفان بن ناصر الرواحي

لله درّه مِن عالمٍ ربّانيٍّ، تواضعَ لله ورفعه، نقى قلبه فأحبه الناس كبيرهم وصغيرهم، عربيّهم وأعجميّهم، وصل إلى سلامةِ ونقاءِ السريرة، وسلامة القلبِ ليكون مُخبتاً، ثمّ مُتضرّعاً، ثمّ خاشعاً، فلَيّناً فخاضعاً، ثم مُطمئنّاً.

إنه شيخنا بدر الدين أحمد ابن حمد الخليلي حفظه الله وأمدّ في عُمره، ونفع به الأمّة، ليكون نبراساً عَلماً، وقُدوة وصفوة عُلماء الدّين في هذا الزمان، الذي تفتقد أمّتنا لوجود أمثاله، ينبري بقلمه وكلمته ولا يخشى لومة لائم، ينطق بالحق ويصدح به، يتشارك مع الشعوب أوجاعها وآلامها التي تمرّ بها، ويترفّع عن سَفاسِف الأمور، ويسعى مُجاهداً بكلمته وقلمه لإيصال رسالة السلام وتوحيد الكلمة بين عُلماء الأمّة الإسلامية التي تتقاذف بعضها ببعض، وتنجرف وراء الأهواء والنّفس الأمّارة بالسوء مِن البعض منهم، بمُسمَّيات الطائفية والمذهبية، وتنثر سمومها لتفكيك رباط الوحدة.
وفي ظلّ تداعيات الأزمة الحاليّة، وما يعانيه العالَم من تداعيات جائحة كوفيد ١٩، لم يتمالك نفسه بالسكونِ والبُعد عن هواجس الأمّة، فقد شارَكهم بالدّعاء والتضرّع إلى الله لرفع البلاء عن العالم أجمع ليعمّ الأمن والأمان، وتعود الحياة لطبيعتها.
فالإخبات هو أنْ لا ترى عِزّاً إلا بهذا التواضع.
التواضع الذي تتذلّل به وتَراه هو عزّةٌ وراحةٌ لذاتك، لتتقرّب به لربّ العِباد مُتذلّلاً خاشعاً، لطلب العفو والرحمة ورفع البلاء. فالمُتابع لدعاء شيخنا الجليل الذي أمّنَ وراءه الملايين من المسلمين مِن عمان ومِن شتّى بلاد العالم، قد اقشعرّتْ منه الأبدان، وتفاعلتْ معه البشرية متضرعةً لبارئها، مُشارَكة هذا العالِم الربّاني الذي اصطفاه الله من بين عباده، بمحبتهم له، ورفع مكانته.
هكذا هم المخبتين، وهكذا هم أولياء الله لا خوفٌ عليهم في الآخرة من عقاب الله، لأن الله رضي عنهم فآمنهم من عقابه، ولا هُمْ يحزنون على ما فاتهم من الدنيا.
يقول تعالى: (أَلَا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ (62))- سورة يونس.

فنسأل الله أنْ يحفظ هذه الأمّة ويحفظ عُلماءها المخلصين، الذين وهبوا أنفسهم لخدمة الدّين وتوحيد الكلمة.

لغات أخرى – Translate

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights