الذكرى التاسعة لتدشين دارالأوبرا السلطانية مسقط
دول العالم، وأثرت الحياة خلال السنوات الماضية ببرامج فنية وثقافية وتعليمية.
وبهذه المناسبة أصدرت الدار إنتاجًا غنائيًا جديدًا حمل عنوان ، أنشودة “عظيم المجد” وهي أنشودة وطنية جديدة ترصد مسيرة النهضة المتجددة بالعهد الزاهر لحضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم – حفظه الله ورعاه.
وتعرض الأعمال المتنوعة التي تقدمها دار الأوبرا السلطانية مسقط غنى وتنوع الإبداعات الفنية من السلطنة والمنطقة والعالم، وهي توفر مساحة كبيرة للثقافة والتنمية الاجتماعية والاقتصادية وانعكاساتها، كما تلهم جمهورها وتغذي إبداعاتهم من خلال البرامج المبتكرة التي تعزّز الحيوية الثقافية، وتُطلق العنان للمواهب، فضلا عن أنها تعزز السياحة الثقافية، وتؤكد دور الفن كوسيط دبلوماسي من خلال بث روح التقارب بين مختلف شعوب العالم، وتعزيز التواصل والتبادل الثقافي.
ويأتي افتتاح دار الأوبرا السلطانية مسقط الذي جرى تحت رعاية السلطان قابوس بن سعيد بن تيمور ، طيب الله ثراه، في أكتوبر من عام 2011 ، انطلاقًا من أهمية التنمية الثقافية كإحدى ثمار النهضة المباركة ودورها الفاعل في التقارب بين الحضارات، وبدء مرحلة جديدة من الجهود المتواصلة لتعزيز مجال الفنون التراثية العمانية والتفاعل مع الثقافة والفنون العالمية، إضافة إلى انصهار التراث المحلي مع الحداثة في دار الأوبرا السلطانية مما يعد علامة بارزة توضح مدى الاهتمام بالانفتاح الحضاري على العالم وصولًا إلى التنوع الثقافي الذي تفتخر به عُمان.
وطوال السنوات الماضية قدمت دار الأوبرا السلطانية مسقط العديد من الفنون الرفيعة والبرامج المبتكرة التي تدعم مجالات المعرفة والإلهام لكافة المرتادين من عُمان وأنحاء العالم، واستضافة العديد من الأعمال الفنية الأوبرالية والحفلات الموسيقية من التراث العالمي، والعديد من الملتقيات الثقافية والفنية والأصوات الساحرة التي حققت حضورًا وشهرةً عالميةً واسعة.
فضلا عن إقامتها للمناسبات الثقافية الأخرى ، وحققت دار الأوبرا نجاحا منذ انطلاقها وحتى الآن في ضوء ما يتم بذله من جهود ، إلى جانب ماتقدمه من أعمال.
على صعيد المعمار تعتبر دار الأوبرا السلطانية تحفةً معماريةً تم في إنشائها استثمار العمارة التقليدية العمانية العربية الإسلامية وعناصر هذه العمارة لخدمة الأغراض المستهدفة، إلى جانب الأخذ بعين الاعتبار التناسق والتناغم بين العناصر والتشكيلات المختلفة مع مراعاة اختيار المواد المناسبة التي اشتهرت بها العمارة العربية الإسلامية مثل استعمال الحجارة الكبيرة والأخشاب التي يتم تزيينها بنقوش بالغة الدقة والتعقيد، إضافة إلى الإيحاءات التاريخية المستمدة من التراث المعماري بالمنطقة.
وشيدت دار الأوبرا السلطانية في مساحة شاسعة تبلغ ثمانين ألف متر مربع في منطقة قريبة من شاطئ القرم في العاصمة مسقط وتبلغ المساحة المبنية ما يربو على خمسة وعشرين ألف متر مربع، وموقع دار الأوبرا يمتد من جهة الغرب إلى جهة الشرق يحده من جهة الشمال “شارع الخارجية”، ومن جهة الجنوب “شارع السلطان قابوس”، وإلى أقصى الغرب يوجد موقف للسيارات (1) مخصص لضيوف دار الأوبرا ويرتبط من خلال ممشى مرتفع بمبنى المجمع التجاري “السوق” (2) الذي يحتوي على محال
ومطاعم ومعارض وأمام موقف السيارات مباشرة يوجد الميدان الكبير (3)، وهو ساحة مفتوحة كبيرة تقع بجوار دار الأوبرا، وتم تصميمها لتستضيف العروض الخارجية ، وقد زود الميدان بوسائل دعم صوتي وضوئي تمكنه من استضافة أنواع مختلفة من العروض والفعاليات كالمسرحيات والحفلات الموسيقية وتطل على الميدان شرفات المطاعم الموجودة في المجمع التجاري.
وشيد مبنى الأوبرا نفسه في ثمانية طوابق تقع ثلاثة منها تحت الأرض، فيما تقع خمسة منها فوقها، ويمتد مبنى الأوبرا من شمال الموقع إلى جنوبه ويقطع المبنى رواقان من الأعمدة يمتدان على جانبيه الشرقي والغربي، وفي الطرف الشمالي للرواق الغربي يوجد مسرح (الأستوديو) ويسمى أيضًا “الصندوق الأسود” الذي يمكنه أن يستضيف فعاليات يحضرها نحو 80 شخصًا، ومن هذا الرواق كذلك يمكن الوصول إلى المبنى الرئيسي عبر شرفة تفضي إلى بهو الميدان الذي يحتوي على مبنى بيع التذاكر .. وتقع
واجهة المبنى في الجانب الجنوبي، حيث تسمح التسقيفة هناك بوقوف السيارات التي يمكن للضيوف أن يترجلوا منها داخل القاعة الجنوبية الداخلية (8) ومنها إلى الردهة الرئيسية لدار الأوبرا (9)، وداخل دار الأوبرا توجد القاعة الرئيسية (10) التي يمكن أن تستضيف 110 أشخاص وتقع على الجانب الشمالي الجنوبي للمبنى، كما يمكن الوصول إلى المبنى الرئيسي عبر الرواق الشرقي (11) من خلال القاعة الشرقية (12).
كما يحتوي الطابق على مجلسي استقبال في كل من الجهتين الشرقية والغربية للمبنى بالإضافة إلى الجناح الخاص (20) المخصص لكبار الشخصيات. في ذات الجانب من المبنى يوجد طريق جميل التصميم مخصص للموكب السلطاني يؤدي إلى بهو الاستقبال السلطاني ويطل الطريق على الحدائق والمسطح الأخضر الكبير الذي يشكل منطقة عرض إضافية. ويحتوى
الطرف الشمالي للمبنى على خشبة المسرح (14) إلى جانب غلاف خشبة مسرح قابل للحركة ومنطقة مسقوفة يمكن من خلالها الوصول مباشرة إلى خشبة المسرح لتحميل وتنزيل المشاهد والمعدات والتجهيزات، ويحتوي الطرف الأبعد من المبنى على المكاتب الإدارية وغرف تغيير الأزياء .. أما المناطق العليا في المبنى أي الطابقين السابع والثامن من المبنى فيحتويان على المزيد من المرافق لأداء الفعاليات التي تقام في الهواء الطلق، ويتسم
الطابق الثامن بإطلالته على مشاهد بديعة الجمال، إذ يطل على البحر من جهة الشمال وعلى الجبال من جهة الجنوب.
وتم خلال العام الماضي افتتاح دار الفنون الموسيقية التي تُعد إضافة جديدة إلى جانب دار الأوبرا السلطانية مسقط من أجل الارتقاء بالفنون، والتواصل الحضاري مع كافة الدول التي لها تراث فني عريق تعزيزًا للتعاون الفني والثقافي معها.
وجاء تأسيس دار الفنون الموسيقية لتكامل الأدوار مع ما تقوم به دار الأوبرا السلطانية مسقط بالتركيز على الجوانب التثقيفية الأخرى من خلال المعرض الفني الثقافي الدائم بالدار الذي سوف تستخدم فيه التقنيات الحديثة، هذا إلى جانب المعارض الزائرة والمحاضرات الثقافية التي تلقي الضوء على تطور الفنون عبر العصور وارتباطها بما شهده العالم في كل مرحلة من تاريخه من تنوع في هذا المجال.