الإمام أحمد بن سعيد آلبوسعيدي (( التنظيمات الإدارية والاقتصادية ))
أحمد بن علي المقبالي
الجزء الأول :-
كان عن السيرة الذاتية للإمام أحمد
الجزء الثاني :-
استعرضنا الجدل حول العام الذي انتخب فيه الإمام أحمد بالإمامة، واستعرضنا جميع الآراء المذكورة في هذا المصدر.
الجزء الثالث:-
عن الأحداث التي تلت تحرير عمان من الفرس وتثبيت الإمام أحمد لسلطته على ربوع الدولة العمانية.
الجزء الرابع:-
سوف يكون -إن شاء الله تعالى- عن التنظيمات الإدارية التي أدخلها الإمام على أجهزة الدولة، وكذلك سَنّ بعض القوانين اللازمة.
👈🏻 النظام الإداري👉🏻
– سَنّ الإمام الكثير من القوانين الإدارية للجهاز الحكومي وبصفة خاصة القوانين الخاصة بإرساء القواعد الاقتصادية والقضائية والإدارية.
– من المناصب التي استحدثها الإمام في الجانب الاقتصادي:-
١- جُباة الضرائب.
٢- الوكيل.
٣- رئيس الوكلاء.
٤- قلم الحساب.
وغيرها من الوظائف الأخرى.
– تمّ إصدار قانون مَنح الامتيازات والألقاب العائلية لأفراد الأسرة الحاكمة كلَقب سيّد الذي كان يُلقب به أبناؤه.
– استخدم الإمام في إدارته حكومة مركزية قوية، وفرض وحدة البلد بإدارةٍ حازمة وقوية، ولم يكن يُحجم عن استخدام الوسائل الضرورية والمُناسبة في سبيل تحقيق هذا الهدف.
– من خلال اتّباعه لأسلوب الحزم مع كل من يُسبب أيّ قلاقل أو اضطرابات في الدولة فقد أحكم سيطرته على جميع أجزاء عمان، وخضع لحكمه جميع سكان ساحل عمان من مسندم إلى حدود البحرين.
– كان الإمام هو الرئيس الأعلى للدولة، وبيده السلطتان الدينية والدنيوية، ويحيط به جمعٌ من كبار العلماء وشيوخ القبائل والشعراء والمؤرخين حيث يستعين بهم في إدارة الدولة وحلّ معضلات الحُكم .
👈🏻 الولاة👉🏻
– استطاع الإمام أحمد أن يحلّ الكثير من المعضلات الداخلية في المناطق العمانية وذلك بسبب اختيار الولاة الذين يتمتعون بالأخلاق الفاضلة والالتزام الديني والنزاهة والقبول بين الناس؛ ليصل إلى تحقيق العدالة.
– راعى الإمام التقسيمات الإدارية والقبَلية وكذلك الأهمية الاستراتيجية والاقتصادية؛ ليعيّن لكلّ منها الوالي الذي يناسبها.
– اختار الإمام الرستاق عاصمة له؛ لكونها تُمثّل موقعاً استراتيجياً يحفظ التوازن بين الداخل والساحل.
-تمّ تعيين:
– خميس بن سالم البوسعيدي والياً على مسقط.
– خلفان بن محمد البوسعيدي والياً على بهلا.
– عبد الله بن محمد تم تعيينه والياً علي سمد الشأن.
– مسلم بن عمير بن محمد والياً على حصن الغبي.
– سعيد ابن الإمام أحمد بن سعيد البوسعيدي والياً على نزوى.
– محمد بن سليمان بن عدي اليعربي والياً على حصن نخل.
– عبد الله بن حامد البوسعيدي والياً على زنجبار.
– سيف بن خلف المعمري والياً على ممباسا.
رغم أنّ معظم الولاة من أقرباء الإمام إلا أنه لم يتساهل مع من يسيء التصرف مثلما حدث مع ابن الإمام نفسه، فعزله عن ولاية نزوى، وعيّن غيره من أهل الفضل والورع.
👈🏻 القضاء 👉🏻
– أهم الصفات التي يجب أن يتصف بها القاضي في عهد الإمام أحمد هو الاضطلاع بالمسائل الفقهية، والتزام العدل ومحاربة الظلم أيّاً كان مصدره.
– يجب على القاضي الذي يتم تعيينه أن يكون مُلازماً لوالي المقاطعة للنظر في القضايا المعروضة من المواطنين حيث يتم البتّ فيها.
– كان المفتي في عهد الإمام يسمى بالقاضي الأول، وهو الذي يعلن عقد الإمامة، أو إسقاطها رسمياً في مجلس الحلّ والعقد.
– يتكوّن مجلس الحلّ والعقد من كبار العلماء وكبار شيوخ القبائل.
– كان الإمام أحمد يصطحب معه في جولاته كوكبة من القضاة لمساعدته في حلّ المشاكل التي تُطرح عليه.
– راعى الإمام أحمد أن يكون القاضي في المناطق الاستراتيجية أو ذات الأهمية الخاصة أن يكون ذات مواصفات خاصة من الخبرة والذكاء الحادّ والاقتدار، فعلى سبيل المثال:-
١- تمّ تعيين الشيخ محمد بن عامر بن عريق قاضياً على مسقط.
٢- والشيخ سعيد الصايفي قاضياً على نزوى.
٣- والشيخ سليمان بن ناصر الشقصي قاضياً على الرستاق.
– في عام ١٧٤٩م تم تعيين حبيب بن سالم البوسعيدي في منصب قاضي القضاة.
لعب هؤلاء القضاة دوراً كبيراً في تسوية المشاكل بين الناس وإطفاء الكثير من الفتن بين القبائل.
👈🏻 الشرطة 👉🏻
شكّلت الشرطة في عهد الإمام أحمد بمواصفات معيّنة أهمها الشجاعة والإقدام واليقظة والأمانة، وقد وفرت الشرطة الأمن والأمان لأهالي البلاد سواء كانوا مواطنين أم أجانب على حدٍّ سواء.
– كانت واجبات الشرطة تتلخص في:-
١- حفظ النظام.
٢- استتباب الأمن.
٣- البحث عن الذين يتجاوزون على لوائح وتعليمات الحكومة.
٤- القبض على من يحاولون السرقة أو إثارة القلاقل.
٥- البحث عن المطلوبين في قضايا أمنيّة أو جنائية وإلقاء القبض عليهم.
– كان رجال الشرطة مسلحين ببنادق الفتيل وهي متطورة في ذلك الزمان وكذلك تم تسليحهم بالسيوف والأسواط، وكانوا يتنقلون بواسطة الخيول والجمال.
– يتألف جهاز الشرطة من العمانيين والأفارقة.
– تتركز أعداد كبيرة من الشرطة في المناطق المهمة من الدولة مثل الرستاق كونها عاصمة الدولة ومركزها الديني والسياسي ومسقط كونها العاصمة الاقتصادية وفيها يقع الميناء المهم للدولة بشكل عام.
– يوجد في الرستاق وحدها ثلاثة آلاف شرطي كما يوجد مثل هذا العدد أو أكثر قليلاً في مسقط.
– تتألف حماية الإمام أحمد بن سعيد من ألفين ومائة فرد، وهم مقسمون كما يلي:-
١- ألف شرطي (عمانيون).
٢- ألف شرطي (زنجباريون).
٣- ١٠٠ شرطي من النوبيين.
وكلهم يرافقون الإمام في حلّه وترحاله وأينما يتواجد تكون هذه الأعداد مشرفة بشكل تام عن إجراءات حماية الإمام.
– في مسقط ينتشر أفراد الشرطة بكثافة عالية خاصة في الميناء إلى درجة أن البضائع تُترك في شوارع مسقط بدون حراسة وليس هناك من يجرؤ على الاقتراب منها، وقد شهد على ذلك الرحالة الألماني نيبور الذي زار مسقط عام ١٧٦٥م، وكذلك الرحالة جيمس كابو الذي زار مسقط عام ١٧٧٩م .
– وكان من المهام الرئيسة للشرطة منع القوارب من اللجوء إلى الشاطئ بعد غروب الشمس، وكانوا يطلقون النار على أي قارب يقوم بذلك.
– عبّر أحد وكلاء شركة ليفانت الإنجليزية عام ١٧٥٥م عن دهشته إذ قال بأن هناك كميات هائلة من السلع والبضائع مكدّسة على الطرقات بدون أصحابها، وأنه لم يسمع عن عملية سرقة واحدة أو سطو، لذلك فإن التجار الأوروبيين رحلوا عن بندر عباس الفارسي وتوجهوا إلى ميناء مسقط بسبب انتشار الأمان نادر الوجود في ذلك الوقت وكذلك لأن حاكمها أي الإمام أحمد يمنح الحرية التامة لممارسة التجار أعمالهم.
👈🏻 الوظائف المالية 👉🏻
– تتكون مصادر الدخل في عمان من الضرائب المستحصلة من الميناء وضريبة الخراج والعشور والزكاة والصدقات.
ن – يتم استحصال ٥% ضريبة على بضائع التجار الأوروبيين، ونسبة ٩% على اليهود والهنود.
– استحدث الإمام عدداً من الوظائف المالية الجديدة وهي:-
١- جباة الضرائب :-
ومهمة هؤلاء هي استحصال ضريبة الخراج التي تفرض على الأرض ورؤوس الحيوانات.
٢- قبض العشور:-
ومهمة هؤلاء هي استحصال نسبة ١٠% من قيمة بضائع التجار، وقد عين على هذه المهمة خلفان بن محمد بن عبد الله البوسعيدي ومقره ميناء مسقط.
٣- الوكيل:-
ومهمته هي أخذ الرسوم على السفن التي ترسو في الميناء.
٤- رئيس الوكلاء:-
وهو المسؤول عن جميع الوكلاء وواجبه جمع ما استحصلوه من رسوم على رسوّ السفن.
٥- قلم الحساب:-
وهي تضاهي اليوم مدير الجمارك وواجبه التدقيق في السجلات المالية، وما استحصله الموكلون بجمع الضرائب والرسوم وغيرها من حسابات وقد عين الإمام لهذه الوظيفة المهمة رزيق بن بخيت بن سعيد بن غسان
– تولى الإمام بنفسه مسؤولية بيت المال أو خزينة الدولة.
– كانت العملة المتداولة في عهد الإمام تسمى المحمدية، وكل عشر محمديات تعادل وحده نقدية اسمها (أحمر)، كما دخلت عمله جديدة في عام ١٧٥١م اسمها صك ماريا تريزا النمساوية والمستخدمة في أوروبا، وسرعان ما انتشر استعمالها في عمان والخليج العربي.
– بلغت أموال الخزينة العمانية عام ١٧٦٥م مليون روبية وكانت تصرف في أوجه كثيرة، منها: الرواتب، والبناء، والتعمير، وكذلك تصرف للفقراء من العمانيين.
المصادر :-
– عمان في عهد الإمام أحمد بن سعيد
١٧٤٤ – ١٧٨٣م .
المؤلف :-
فاضل محمد عبد الحسين جابر