أحوال الدنيا
كلمات :
حمود بن علي بن خميس الرواحي
إذا المرءُ لم يحسِبْ حسابَ العواقبِ
ولم يكُ ذا فكرٍ حَصيفٍ وصائبِ
أتتهُ الرزايا وهو لا زال غافلًا
وأصبح محتارًا بكثرِ المطالبِ
فدُنياك يا هذا قُنيطرةٌ بها
إلى الضفةِ الأخرى مسارٌ لطالبِ
فلا تكُ مغرورًا بها وانتبهْ لها
ففي حسنِها سُمٌّ زِعافٌ لشاربِ
تُريكَ جمالًا في بهـاءٍ يَزينُهـا
ولكنها تُخفي سمومَ العقاربِ
خبرتُ لياليها وقِسْتُ نهارَهـا
وعاينتُ ما تحوي بها من تجاربِ
فخُذْ خيرَها ما رُمْتَ أو شئتَ واطَّرِحْ
مساوِئَها تَرْقَ لأعلىٰ الكواكبِ
ومَنْ يَتَّـقِّ ربَّ الأنامِ ويتَّعِضْ
باياتِهِ العظمى أتى بالرغائب
وعاشَ بخيرٍ والسرورُ يُحيطُهُ
على عَتباتِ النورِ نِعْمَ المشاربِ
ويَسعدُ في يومٍ به النورُ والبَها
لمَنْ قامَ بالحسنىٰ على كل واجبِ
صحيفتُـهُ مُبْيَضَّــةٌ في تـلألــؤٍ
فيا حظُّهُ إذ قد خَلَتْ من معايبِ
وقد يَسَّرَ اللهُ الحسابَ برحمةٍ
وسيقَ إلى الجناتِ بين الكواعبِ
وأما الذي لم يتَّبِعْ نهجَ ربُّــهِ
يعيشُ شقيًّا سائمًا في السَّباسبِ
وتلقاهُ حيرانًا وليس بآمِــنٍ
وإن نالَ ما قد نالَهُ من مناصبِ
يعيشُ ذليلًا في الخفاءِ وإنْ بَدا
عزيزًا بدنياهُ كثيرَ المواكبِ
فما العِزُّ إلا بالتمسُّكِ بالهدىٰ
يقينًا بأنَّ اللهَ مُعْـطٍ وواهِبِ
وإنْ شاء منعًا ليس يمنحُ غيرَهُ
فتقديرُهُ للخلقِ تقديرَ كاتبِ
فمنْهُ العطايا للبرايا كثيرةٌ
وليس لها حَدٌّ كسُحْبٍ سَواكبِ
فللّٰهِ شكرًا ثم حمدًا أسوقُهُ
إليهِ وأدعوه ُعلى كل جانبِ
لغُفرانِ ذنبي مع قَبولِ مَذلَّتي
وهل غيره يدعى لنيل الرغائب
وأختِمُ قولي بالصلاةِ مُسَلِّمًا
على المصطفىٰ المبعوثِ من آلِ غالبِ
وأصحابِهِ والآلِ ما قالَ شاعرٌ
إذا المرءُ لم يحسِبْ حِسابَ العواقبِ