السيناريو الثالث للانتخابات الرئاسية الأمريكية
خوله كامل الكردي
بعد أقلّ مِن شهرين سيبدأ سباق الانتخابات الرئاسية الأمريكية، فمِن جهة تُشير الاستطلاعات الأولية تقدُّم بايدن في بعض الولايات، واستطلاعاتٌ أُخرى تُشير إلى تقدّم ترمب، لكنّ الفارق ضئيلٌ بين المُرشّحَين، ففي حال فوز بايدن سيقع ترمب في ورطةٍ كبيرةٍ، فهناك العديد مِن القضايا الشائكة التي سيتعيّن على بايدن مواجهتها وحسمها، باعتبارها موروث سابق لسلَفه ترمب، والذي لم تكُن علاقته جيدة مع الحزب الديموقراطي بخاصّة مع زعيمته نانسي بيلوسي، حيث وعَد بايدن بأنه سيُجري تغييراتٍ كثيرةٍ تُرضي الأمريكيين بخاصّة في مجال حقوق السّود، وسيواجه ترمب بعد انتصار بايدن قضايا متعددة، سيكون مِن المفروض عليه الإجابة على أسئلة أُثيرت حوله إبّان فترة رئاسته.
وفي حال فوز ترمب وهذا باعتقادنا هو المرجّح، بدليل السّباق الحَميم والقويّ لتعزيز فُرَص فوزه وذلك باستجلاب استثمارات للولايات المتحدة بشتّى الطّرق ولو على حساب القِيَم الأمريكية، وحماسه في عقد اتفاقات سلام بين دولٍ عربية وإسرائيل، وهذا بحدّ ذاته إنجاز انتخابي لهُ ولنظيره الإسرائيلي نتنياهو، فما يَشغل تفكير ترمب بالدرجة الأولى هو كيفية رفْع رصيده مِن الأصوات الانتخابية، فهو لديه خياران: إما الفوز أو الفوز، فعقليةٌ كالتي يُمثّلها ترمب في سعيِه الدؤوب إلى السلطة فقط والتي هي دوماً على سُلّم أولوياته، أكثر مِن كَونه رئيساً يسعى للاهتمام بقضايا السلام في منطقة الشرق الأوسط، فمصلحة الولايات المتحدة فوق أيّ مصلحة، فخطْب ودّ أكبر تجمُّع يهوديّ في أمريكا هو الهدف الذي يسعى إليه دونالد ترمب، ليتمّ دعمه وبقوّةٍ مِن قِبل اللوبي الصهيوني والذي في معظم الأحيان هو مَن يتحكّم في صُنع القرار السياسي في البيت الأبيض.
وأمام السيناريو الثالث، ربّما يفوز على ترمب بايدن وبفارقٍ لا يُذكَر، يعزّز مِن سَطوة الحزب الديموقراطي على الكونغرس والدفع نحو مزيدٍ مِن الضغوط على البيت الأبيض، والدخول في صراعاتٍ ومُناكفاتٍ مع ترمب ووضع العصيّ في الدولاب، وسيكون بانتظار ترمب سلسلة مِن الهجوم والهجوم المُضاد مع الديمقراطيين، لتعويض خسارتهم في الانتخابات، فما حادثة نانسي بيلوسي في محلّ الحِلاقة ببعيد، وحادثة إطلاق النار الأخيرة على الأمريكي مِن أصولٍ أفريقيّة مازالت حاضرةً و بقوّةٍ في وسائل الإعلام الأمريكية، كورقة ضغط يستغلّها الديمقراطيون بين الفَينة والأُخرى ضدّ ترمب.