ورَحل أمير الإنسانية
راشد بن حميد الراشدي
إعلامي وعضو مجلس إدارة
جمعية الصحفيين العمانية
———————————
فارِس الإنسانية وحكيم الأمّة وقائد السلام، بهذه الألقاب ننعي صاحب السموّ الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح أمير دولة الكويت الشقيقة وأحد قادة الخليج العِظام الذين سطّروا بأحرفٍ مِن نور مواقفهم التاريخية للعالَم أجمع، فلقد أحبّ وطنه وأمّته، فتقاطرتْ عليه سيول المحبّة الجارفة مِن جميع الأوطان.
هوَ رجُل السلام؛ فأياديه البيضاء امتدّتْ للعالَم أجمع، ودعواته للسلام والوفاق ونبذِ الفُرقة ولمّ الشمل لمْ تقف عند كِبر سنّه، بل كان بنشاط ابن العشرين -رحمه الله ورحم موتانا وموتى المسلمين-.
علاقة الشيخ صباح بعُمان علاقةٌ خصّها بالكثير مِن الحُب، فهي علاقة محبةٍ خالصةٍ لوطن السلام، فلقد كانتْ عُمان وطنه بحديثه لإحدى القنوات، أحبّها فأحبته، وأحبّه أبناءها قاطبةً، واليوم عُمان تنعيه قيادةً وشعباً ووطناً.
فقد جَمع المغفور له بإذن الله شمائل الخير في صفاء سريرته وسعيِه الدؤوب لِلمّ الشّمل الخليجي بكلّ حنكته السياسية وفِكره المتّقد لخير الشعوب، فلمْ يألُ سمو الأمير في السير قُدُماً لكلّ ما يَخدم دوَل الخليج التي اعتبرها وطنه فقام مَقام الحبيب مِن الجميع وضحّى بوقته وجهده في سبيل نصرة جميع قضايا أمّته -رحمه الله-.
فقَدْ رحَل رجل السلام والإنسانية والذي برحيله خسارةٌ كبيرةٌ للأمّة العربية والإسلامية وللمجتمع العالمي بأسره، فقد كان نصير المظلومين في كلّ مكان.
وعندما زار عُمان مُعزّياً في فقيد عمان الكبير جلالة السلطان قابوس -طيب الله ثراه-
قال كلمته المشهودة: قابوس لمْ يمُت وأنتم أبناؤه.
ونحن نقول لك يا أمير القلوب: أنت لمْ تمُت إلّا جسداً ولكنّ امتدادك في آل الصباح لن يموت بإذن الله وسيواصلون المسيرة الخيّرة مع إخوانهم من أبناء دول مجلس التعاون، وسيبنون الكويت كما أردتَ لها -فقد طاب مرقدك- كما طابت حياتك بالخير للجميع.
اليوم تفقد الكويت وتفقد عمان ويفقد العالَم أباً حانياً لا نستطيع أن نقول في يوم فقده إلا ما قاله الحبيب صلى الله عليه وسلم:
(إنّ العين لتدمع وإنّ القلب ليحزن وإنّا لفراقك يا إبراهيم لمحزونون).
نعم لفراقك لمحزونون يا صاحب السمو شيخ العروبة ومنبرها الأشم.
(إنّا لله وإنا إليه لراجعون).