“إعاقتي، وسام على صدري”
بدرية بنت حمد السيابية
خلقنا الله سبحانه وتعالى على هذا الكون وجعل لكل شيءٍ مميزات وخصائص يتصف بها من حيث الشكل واللون والحجم وميّزنا عن سائر المخلوقات بالعقل ، فكلنا سواسية أمام الله ، له حكمة في شؤون خلقه ، اللهم لا اعتراض على حكمتك ولا شيء هناك كامل ، فالكمال لله وحده .
وَمَا بِكُم مِّن نِّعْمَةٍ فَمِنَ اللهِ ثُمَّ إِذَا مَسَّكُمُ الضُّرُّ فَإِلَيْهِ تَجْأَرُونَ} (النحل: 53). النفس تطمئن وتهدأ إذا أيقنت أنَّ ما أصابها إنما هو بعلم الله ، وأنَّ ما بها من نعم فمن الله ؛ لذلك هناك فئة من الناس تولد ولديها إعاقة منذ الصغر قد تكون جسدية أو عقلية والبعض قد تعرض لحادث وأصبح مشلولاً أو معاقاً لا حيلة له ولا قوة إلا بالله ، فهؤلاء من يحتاج إلى الكلمة الطيبة ، والتعامل معهم بأسلوب يليق بهم ، لا نحتقر منهم شيئاً ولا نحسسهم بأنهم أقل من أي شخص عادي عائش بهذه الدنيا .
فالإعاقة لا تقف أمام أهدافهم وطموحاتهم ، وفي النهاية هو إنسان له حقوق يمارسها في المجتمع ، كإنسان طبيعي يمارس بعض الأنشطة ، ولو أنَّ هناك اختلافاً بسيطاً بذلك ، يُعطي لنفسه فرصة ظهوره في ميدان الحياة ، وأنه قادر على تحقيق كل ما تميل له نفسه حقا، هناك شباب من ذوي الاحتياجات الخاصة ولهم بصمات وإبداعات في المجتمع ملموسة بفكر مدروس وكثيرة هي الأمثلة – حيث تقلد بطل منتخبنا الوطني لذوي الإعاقة في اللجنة البارالمبية العمانية محمد المشايخي-، الميدالية الذهبية في مسابقة رمي الجلة ببطولة العالم لألعاب القوى لذوي الإعاقة (الشلل الدماغي)، التي أقيمت في إسبانيا.
الإعاقة ليست عيباً ولا مظهراً نخجل منه ، فإذا ضحكنا أو سخرنا من إعاقتهم كأننا نسخر من الله ومن خلقه ، يجب أن يكون هناك وعي وفهم وأن نغير فكرنا تجاه هذه الفئة من الناس ، فالتغيير في الفكر مهم جداً ولا نحتقر فكرهم لقوله تعالى: { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا يَسْخَرْ قَوْمٌ مِنْ قَوْمٍ عَسَى أَنْ يَكُونُوا خَيْرًا مِنْهُمْ وَلَا نِسَاءٌ مِنْ نِسَاءٍ عَسَى أَنْ يَكُنَّ خَيْرًا مِنْهُنَّ وَلَا تَلْمِزُوا أَنْفُسَكُمْ وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ بِئْسَ الِاسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الْإِيمَانِ وَمَنْ لَمْ يَتُبْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ ﴾ [الحجرات: 11].
وكل شخص له ميول وأمنيات وأحلام يسعى لتحقيقها جاهداً، فكل معاق له ميزة . في الحقيقة حضرت إحدى الفعاليات لذوي الإعاقة فكان هناك أحد المعاقين جسدياً مقعداً على كرسي متحرك يصنع أشياء جميلة من خامات البيئة، وأشكال متنوعة تبهر الناظرين إليها ، فحقاً يستحقون التشجيع والتسويق لهم وأتمنى بأن يكون هناك من يأخذ بأيديهم لتنمية كل مواهبهم ، والوقوف بجانبهم لترتقي أعمالهم على الصعيد المحلي والعالمي .
كما أنه هناك من يقفون سنداً وراء كل معاق ،،، إما يكون صديقاً أو والديه ، فالتحفيز الإيجابي يعزز الثقة بالنفس ليثبت للعالم أجمع أن من أُبتُليَ بإعاقة الجسد حاله أفضل ألف مرة من الذي أُبتُليَ بإعاقة الروح . فهناك من ينظر للمعاق وكأنه شيء منبوذ في الحياة،، في النهاية هو إنسان له مشاعره وأحاسيسه، ولا يجب أن نعرقل كل ما يطمحون إليه فمن حقهم إعطاهم الفرص والوقوف دائماً بجانبهم مع التحفيز، فحقاً يستحقون التقدير والاحترام.
ومن واجبنا نحن كأفراد في هذا المجتمع أن نعلم أولادنا معنى التغير والنظرة الإيجابية لهذه الفئة والتأقلم معهم، ومصاحبتهم في الخير، وتشجيعهم لتنمية مواهبهم وصقلها فهم دائما يستحقون الأفضل.