2024
Adsense
مقالات صحفية

كيف تقنع الآخرين بفكرتك

أحمد بن موسى البلوشي

كان يُطلق قديمًا على فنّ الإقناع بعلم البيان أو الفصاحة، وهي الطريقة التي من خلالها يمكن التأثير على أفكار الآخرين وسلوكهم، وقد أصبح هذا الفن اليوم علمًا يُدرس، ويحتاج إلى أشخاص محترفين. يقول الكاتب دوغلاس فان بريت في كتابه المعنون بـ” العلامة التجارية في اللاوعي” إنك إذا أردت من أي شخص أن يؤمن بفكرتك يجب عليك أن تجعله يعتقد أنها كانت فكرته من البداية، بحيث تغرس بذرة فكرتك في عقل الشخص الذي تريد إقناعه.

كثير منا يحمل أفكارا رائعة ومفيدة لكنه يفشل في إيصالها للآخرين، وذلك بسبب أسلوبه في الإقناع بفكرته من جهة، وتعقّد الحياة وكثرة الرسائل التي يراها الإنسان بصفة يومية من جهة أخرى، وبما أن البشر يختلفون في ميولهم ودوافعهم في تبني الأفكار فيجب أن نتبع أحسن الأساليب وأفضلها لإقناعهم؛ لأن التسويق للفكرة أصعب بكثير من التسويق لمنتج ملموس، فبعض البشر يكونوا عاطفيين فيحتاجون إلى خطاب مملوء بالعاطفة كي تقنعهم، والبعض يحتاج إلى خطاب عقلاني ومتزن ليقتنع، والآخر يقتنع للشيء الذي يحقق له مصلحته فقط، والكثير من الناس يقتنع بما يقتنع به الجمهور؛ لذلك أصبح أمر إقناع الآخرين بفكرة ما أمرًا صعبًا، ويحتاج لمهارة.
وعليه إذا تمكنت من أن تجعل الشخص الذي أمامك يُشغل عقله بالقدر الكافي لتخيل شيئًا ما فأنت في الطريق الصحيح لجعل هذا الشيء حقيقة في عقله.

فعلى سبيل المثال، إذا أردت إقناع أحدهم في فتح مكتبة، فيجب عيك أن تشرح له حتى التفاصيل الدقيقة التي ستبدو عليها المكتبة، حتى لو اضطررت أن تشرح له أشكال الأرفف، وديكور المكتبة، يجب عليك أن تجعله يرى المكتبة في مخيلته.

يجب على صاحب الفكرة أن يتعلم الأسس والخطوات العلمية الصحيحة لتوصيل فكرته للآخرين وإقناعهم بها؛ لأن لغة الإقناع لا يمكن الاستغناء عنها في الحياة اليومية، فكثير منا يحمل أفكار رائعة ومفيدة، ولكنه للأسف يفشل في تسويقها وتوصيلها للآخرين، و يرجع السبب في ذلك إلى أسلوبه في إقناع الآخرين.

لغات أخرى – Translate

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights