لا تجالس السلبيين
أبرار بنت ناصر الحضرمية
قد نواجه بحياتنا الكثير من الأشخاص السلبيين الذين يجدون لكل حل مشكلة، والذين تقتصر رؤيتهم على الأشياء السلبية والسيئة فقط، و قد لا نعلم مدى الضرر الذي يتركه هؤلاء علينا بمجرد مجالستهم ولو لدقائق محدودة.
حيث أن التفكير السلبي يؤثر بطبيعة الحال على عواطفنا بما يجعلنا نتعامل مع المشاعر السلبية المتمثلة بالحزن، والاكتئاب، واليأس، واللامبالاة، والقلق، والخوف وغير ذلك، وبالتالي نتيجة لهذه المشاعر الناجمة من التفكير اللاعقلاني سينتج عنها سلوكيات مضطربة كعدم الرغبة بالخروج من المنزل، وعدم القدرة على الذهاب إلى العمل، أو حتى إقامة علاقات اجتماعية سوية.
ويمكن للأشخاص السلبيين أن ينقلوا لنا عدوى الطاقة السلبية، فالمثل العربي يقول “جليس المرء مثله”، وقال النبي محمد -صلى الله عليه وسلم- “المرء على دين خليله، فلينظر أحدكم من يخالل”، فهؤلاء الأشخاص قد يخلقوا بداخلنا نوعا من عدم الارتياح؛ وذلك لأن الإنسان يتأثر جدا بالمحيط الذي يعيش فيه وبمن هم حوله فإذا كان من يرافقهم ذوي طاقة إيجابية فسيتمتع هو بذات الطاقة وسينظر للحياة بعين التفاؤل والأمل على نقيض من يجالس أصحاب الطاقة السلبية والذين ينظرون فقط إلى الجزء الفارغ من الكأس، فسيركز على السلبيات وتكون نظرته للمستقبل ولحياته نظرة مليئة بالتشاؤم والإحباط.
ولا يقتصر تأثير الأشخاص السلبيين على الصحة النفسية فقط بل يمتد تأثيرهم بشكل سلبي على الصحة الجسمانية فقد يتسبب ذلك في ضعف جهاز المناعة لدى الشخص بالإضافة إلى تعرضه للعديد من الأمراض، خاصة (الأمراض السيكوسوماتية)، وهي الأمراض الجسمانية التي تكون نفسية المنشأ.
ولكن الصعوبة حينما يكون هؤلاء الأشخاص ممن هم أقرب الناس إليك كأعز أصدقائك، أو أحد أفراد أسرتك وبالتالي يصعب تجاهلهم أو عدم مجالستهم، فالاختباء حينها لن يكون خيارًا جيدا، بل عليك أن تتعامل مع الأمر بطرق أكثر فعالية، وأن تدرك بأن هؤلاء الأشخاص قد عاشوا المعاناة وذاقوا الألم وبالتالي قد يكونوا بحاجة إلى المساعدة، ولكي تحمي نفسك من التأثر بطاقتهم السلبية يجب ألا تشتري سلبياتهم وهذا يعني الحفاظ على مسافة عاطفية بينكما وأن تحاول قدر الإمكان، التقليل من الوقت الذي تقضيه معهم، وألا تنزلق في الحوار معهم فالرد بغضب عليهم يغذي سلبيتهم فقط، فلا تتأخر في النجاة بنفسك من هكذا حوارات حتى لا تكون عرضة لخطر الاستنزاف العاطفي، وعليك أن تستمع لنفسك وتقتنع بأن إيجابيتك ونظرتك المتفائلة للحياة هي القرار الصحيح وأن كلما قل تفاعلك مع الأشخاص السلبيين كلما زادت حياتك هدوءًا.