مستأجر في زمن الكورونا
راشد بن حميد الراشدي
إعلامي وعضو مجلس إدارة
جمعية الصحفيين العمانية
———————————
هي واحدة من أسوأ جوائح الدهر تمر على عمان والعالم بأسره، وتضرب اقتصاديات الدول، وتضر بالمؤسسات الصغيرة قبل الكبيرة وترفع معول الديون، والمطالبات المختلفة على التاجر البسيط .
الحكومة قامت بدورها في مناشدة المؤجرين لتخفيف العبء عن المستأجر بدون وجود آلية مقننة بينهما. شبح الإفلاس والخسارة وضياع مصدر رزق الكثيرين ممن أغلقت أنشطتهم أو ضعف مردودهم في كسب المبالغ التي تعينهم على سداد الإيجار والمترتبات التي عليهم أصبح جاثما على صدورهم.
صرخات من المستأجرين سمعتها بنفسي وهم يتشبثون بالقشة التي قصمت ظهورهم إما ضياع مشروعهم الذي بنوا عليه الآمال أو دفع جميع مبالغ الإيجار بدون شفقة من ملاك بعض العقارات .
آلاف الريالات -الله اعلم- بحال التاجر البسيط من أين أتت لكي يكون مشروعه ذلك فلا يستطيع دفع الإيجار ولا فسخ العقد لأن ما بناه سوف يلاحقه دينً سيذهب به للسجن والإفلاس .
صيحات لامستها من كثير من الشباب الناشئين أصحاب الأنشطة الصغيرة والمتوسطة لعدم وجود قانون أو آلية يجب أن تصدرها الدولة في تنظيم عقود الإيجار في زمن الكورونا كدفع 50% من نسبة الإيجار أو غيرها من الأسس التي تُنجي المستأجرين وتخفف من وطأة الجائحة عليهم .
هناك بعض المؤجرين راعوا الفئات المستأجرة ممن اتقوا الله في سعي هؤلاء المستأجرين وقلة حيلتهم جزاهم الله خيرا.
لكن هناك فئة ستزج بالمستأجرين إلى غياهب السجون بتسلطهم وجشعهم .
إصدار قرارات ملزمة من جهة الاختصاص أصبح مطلبا ضروريا لتقوية الاقتصاد بعدم فقد العديد من المؤسسات الناشئة الصغيرة والمتوسطة لمواصلة مشاريعهم والتخفيف من مخاطر أزمة كورونا عليهم .
نداء أبثه إلى الجهات المعنية والمؤجرين أصحاب العقارات بأن يبادروا لإيجاد الحلول والتخفيف عن كاهل المستأجرين بوجود القوانين المنظمة لدعم هؤلاء البسطاء من أجل استمراريتهم وفي نهاية الأمر ستعم الفائدة على الجميع في مراعاة كل ذلك .
أعان الله المستأجرين في زمن الكورونا وعوضهم خيرا وفرج كربتهم ويسر أمرهم فهم ممن ذاق مرارة الخسارة خوفاً على فشل مشاريعهم التي سعوا إلى نجاحها .
حفظ الله عمان و جلالة السلطان والشعب الغالي وأزال هذه الجائحة عن بلادنا وسائر بلاد العالمين .