مجموعة واتسابية أعمالها ابداعية.

أدارت الحوار: علياء بنت سعيد العامرية

مجموعة حناجرنا هي مجموعة متميزة تضم العديد من المكفوفين الخليجيين وبعض الأخوة العرب؛ وهي مجموعة لا تتعدى حاليا تطبيق الواتساب، تهتم بالعديد من البرامج المتنوعة، ، كاللقاءات والأفلام والقصص وغيرها.
حول البدايات يقول أحمد الشمري أحد الإداريين في المجموعة: :

جاءت الفكرة بعد تفشي جائحة فايروس كورونا في شتى بقاع العالم، فاستنتجنا هذه الفكرة بعد التباحث في الأمر مع الأخوة الأعضاء لينتج عن ذلك فعاليات مفيدة تشغل الفراغ وتنمي العقل، ونستفيد منها جميعا بطريقة احترافية بعض الشيء وبدون تدخل أي شخص خارج نطاق المكفوفين {أعضاء المجموعة} .
سألته: ما الهدف من إنشاء مجموعة حناجرنا؟
أجاب: فيما يخص الأهداف التي نصبو إليها من خلال هذه المجموعة فنحن استطعنا أن نفعل كل ما بوسعنا لكي نستفيد من ذلك وأصبحت الفائدة تعم الجميع ولكل مجتهد نصيب وهناك مزيد من الجهد وهناك مزيد من التطلعات وبلا شك لا حدود أمام طموحاتنا، فهناك من هم قبلنا ابهروا العالم من فئات المجتمع الخاصة ونحن نتطلع لنبهر العالم بطموحاتنا اللامنتهية وبتكاتفنا واستغلال جميع المهارات التي نتميز بها.
وحول المجالات والموضوعات التي تتناولها المجموعة قال أحمد:
بالنسبة للمجالات والموضوعات فنحن لدينا لقاءات صحفية متنوعة نقوم بها وكذلك مواضيع ثقافية وفنية ورياضية وتكنلوجية واجتماعية ونفسية بالإضافة إلى الموضوعات التي تعنى بذوي الاحتياجات الخاصة بشكل عام والمكفوفين بشكل خاص.
هناك العديد من المجموعات المشابهة لمجموعة حناجرنا وحول ما يميز المجموعة عن غيرها قال:
ما يميزنا أننا في نطاق خاص حيث أن المجموعة تتميز بأن مشاركتنا مباشرة ولا يسمح بنقل أي فيديو أو تسجيل صوتي ولا رسائل كتابية، كما أن المجموعة تقيم يوميا فعاليات مباشرة لأعضاء المجموعة، وهناك مواضيع ذات أهمية تطرح داخل المجموعة ويتم مناقشتها بشكل مباشر.

سألته: ما هي الشروط التي يجب توافرها في من يرغب بالانضمام إلى المجموعة؟
أجاب:
الشروط بأن يكون كفيف البصر، لا يقل عمره عن ثلاثون عام ويكون ذو مستوى علمي وثقافي، ولديه بعض الهوايات ويوافق على شروط وقوانين المجموعة التي تم ذكرها سلفا.

إن من أبرز أعمال المجموعة : {فلم الهروب إلى المجهول} وهو أول فيلم خليجي يسلط الضوء على أكبر حدثين في عام ٢٠٢٠ ألا وهما جائحة كورونا وتفجير مرفأ بيروت : سألت وليد بشير المؤلف والمخرج والمنتج لفلم الهروب إلى المجهول.

حدثنا عن هذا الفيلم .. من حيث : –

كيف جاءت فكرته؟

وكيف تم تسجيله؟
أجاب:
فكرة الفلم ‏ ‏جاءت من خلال مجموعة حناجرنا فالمجموعة تقيم برامج مختلفة لأعضائها و ارتأت المجموعة ان تقدم عملا مميزا يشترك فيه المكفوفين فاقترح المشرفون بعمل فلم ورشحتني ادارة المجموعة بكتابة الفلم واخراجه ومنتجته بحكم انني لدي خبرة لابأس بها في هذا المجال .

..بالنسبة عن كيفية تسجيل اللقاء :

اعتمدنا اعتمادا كاملا على تطبيق الوتسآب وكان المخرج يطلب من الممثلين الذين تم اختيارهم من مجموعة حناجرنا ان يسجل كل شخص المشهد الخاص به بمساعدة المخرج ولأن عدد الممثلين هو ثلاثين كفيف وكفيفة فقد قمت بعمل جدول ،ففي الفترة الصباحية استلمت تسجيلات من مجموعة معينة والفترة المسائية من مجموعة أخرى وهكذا وكل ممثل كان له ملف خاص لجميع اصواته والذي قمت بتكوين المشاهد من خلال هذه الاصوات.

.. أما عن كيفية الربط بين الحدثين
عندما طلب مني المشرفون بكتابة السيناريو مباشرة، جاء في فكري فايروس كورونا ولكن هنا توجد ملاحظة ،انا لم اذكر في الفلم اسم الفايروس فقط كان يذكر اسم فايروس من غير تسميته ولكن من خلال الأحداث تدرك انه فايروس كورونا، أما بالنسبة لانفجار بيروت هذه الفكرة جاءت لاحقا عندما وصلنا الى المنتصف في تسجيل المشاهد حيث كانت المشاهد الأخيرة كلها في سفينة عملاقة لجأ اليها الأشخاص الذين لم يصابوا بهذا الفايروس فجاءت الفكرة بعد أن حدث الانفجار ، فقمت بخلق مشاهد جديدة حتى يكون هناك عملية مزج وترابط في الأحداث .

وحول الوقت المُستغرق في تسجيل الفلم قال وليد بشير:

مدة عمل الفلم استغرق شهرين تقريبا وبمعدل عشر ساعات يومية و ‏معظم العمل كان في المونتاج، وكما تعرفون ان الفلم صوتي وعبر تطبيق الوتسآب، فكان من الضروري الاستعانة بعشرات من المؤثرات الصوتية مثل خطوات الرجل وفتح الباب وهكذا…

وعن أبرز التحديات التي واجهتهم في التسجيل والمونتاج وكيفية التغلب عليها تحدث وليد قائلا:
واجهنا تحدي كبير وهو كيف يمكن عمل فلم متكامل من خلال تطبيق في هاتف ، وايضا كيف يمكن التعامل مع ثلاثين كفيف وكفيفة لتسجيل المشاهد ، ومن التحديات هو ان الممثل في الفلم لا يمثل على ارض حقيقية وانما عالم افتراضي والممثل يتفاعل مع نفسه بالتخيل كل هذه الامور وكان على المخرج تجاوز كل هذه الصعوبات وتحطيم كل الحواجز ، ولله الحمد تمكنا من انجاز الفيلم.

سألته: بحمد من الله وتوفيقه تخطى الفيلم 3000 مشاهدة في غضون اسبوع ، كيف استطعتم جذب المبصرين والمكفوفين إلى الفيلم السمعي لاسيما أن المبصر قل ما يهتم للمواد السمعية؟

فأجاب:
كنت حريص ان تكون المشاهد قدر المستطاع حقيقية ولا اجعل المشاهد يشعر ان هذا الفلم تم تسجيله من خلال تطبيق حيث، استطعنا ان نخلق المشاهد الواقعية مستعينين بالمؤثرات الصوتية والمونتاج الجيد هذا بالاضافة الى موهبة الممثلين من المكفوفين و المكفوفات واخلاصهم واجتهادهم في التمثيل .

إلى جانب فلم الهروب إلى المجهول لوليد بشير عدة أعمال كفلم القرية، فسألته: أي هذه الأعمال أقرب إلى قلبك؟
فأجاب: .. اقرب الاعمال الى قلبي بالتأكيد فلم الهروب الى المجهول للأسباب التالية

لأنه فلم صوتي مكتمل الاركان وبه ثلاثين كفيف وكفيفة تمكنت معهم من تقديم تحفة درامية مبتكرة من خلال مجموعة حناجرنا مع العلم ان جميع الأعضاء من المكفوفين. وايضا الفلم تناول اكبر قضيتين حدثتا في ٢٠٢٠م، وهما فايروس سيطر على العالم بأكمله و انفجار بيروت، ولان هذا الفلم تناول هاذان الحدثان بطريقة مبتكرة واسلوب درامي مشوق، وكان الفلم اكثر واقعية ولم يشعر المستمع ان هذا الفلم تم تسجيل مشاهده من خلال تطبيق في هاتف، وايضا لان الفلم به كوميديا رومانسية، دراما،اثارة.

وحول جديد مجموعة حناجرنا قال وليد بشير: مجموعة حناجرنا في تجدد مستمر فهناك قائمة فيها اسماء كبار المشاهير من الفنانين والمطربين والرياضيين والشعراء و المتخصصين في مجالات مختلفة
اما الجديد في الافلام فنحن مازلنا نعيش نشوة النجاح ومستقبلا حتما سيكون هناك عملا كبيرا في مستوى الهروب الى المجهول فقد نسلط الضوء على قضية من قضايا المكفوفين او اننا سنتناول موضوعا عاما موجودة في حياتنا الاجتماعية غالبا سيكون هذا العمل في نهاية هذا العام او بداية العام القادم

ورسالة مجموعة حناجرنا الأخيرة لكم أعزاءنا القراء: انتظروا جديد حناجرنا دائما، فنحن مستمرون رغم الصعوبات والعقبات، وندعوكم لمتابعة فلم الهروب إلى المجهول.