أساليب التدريس المتوافقة مع اتجاه السيطرة الدماغية
أحمد بن موسى البلوشي
إن فهم كيفية تعلم الطلبة جزءًا مهما من عملية اختيار استراتيجيات التعلم، لذلك فإن الحاجة لفهم أنماط تعلم الطلبة تتزايد في ظل التوجه للتعلم الجماعي داخل الفصول غير المتجانسة، فالفائدة الأساسية لأنماط التعلم هي النظر إليها كأداة لاعتبار الفروق الفردية، فعندما تساعد الطلبة على اكتشاف أساليبهم التعلمية الخاصة، فإننا نمنحهم فرصة التوصل إلى الأدوات التي يمكن أن تساعدهم في التعلم في مواقف متنوعة.
فزيادة التحصيل لدى الطلبة وتحسن اتجاهاتهم نحو التعلم مرتبط بدرجة التوافق ما بين نمط تعليم المعلم ونمط تعلم الطلبة، وفي كثير من الأحيان يحدث نوع من عدم المواءمة بين نمط التعلم لدى الطلبة ونمط التعليم عند المعلم، مما يؤدي إلى نتائج سلبية عند كل من الطلبة والمعلم، فالطالب يشعر بالملل وعدم الانجذاب وتصبح لديه توجهات سلبية نحو الموضوع، وبالمقابل يواجه المعلم علامات متدنية من قبل الطلبة، وقد يشك في كفاءته كمعلم من قبل الطلبة والإدارة.
وهناك مجموعة من أساليب التدريس التي تتناسب مع السيطرة الدماغية، فمثلًا من أساليب التدريس للجانب الأيمن: أسلوب التدريس يقوم على الشرح المرئي، تناول عدة موضوعات في آن واحد وبشكل متواز، نشاطات التعليم تقوم على التأليف والتركيب، يستخدم نشاط التعلم بالحواس المحددة، أما من أساليب التدريس للجانب الأيسر: أسلوب التدريس يقوم على الشرح اللفظي، يتم تناول المعلومات بشكل متسلسل ومتتابع، يستخدم الأسئلة المباشرة والتي تتطلب التذكر المعرفي البسيط.
وقد قام ديفيد كولب (Divad Colb) بتطوير نموذج لتحديد أنماط التعلم بناء على أربع قدرات، هي: القدرات العقلية، وقدرات الملاحظة والتأمل، وقدرات تجريد المفاهيم، وقدرات التجريب الفعال، أو ما يعرف بدورة التعلم الطبيعي، وتصف هذه الدورة كل سلوكيات المتعلم والعمليات المعرفية التي يستخدمها المتعلم أثناء تفاعله مع مواقف التعلم.
وتوصلت مكارثي (Macarthy) أواخر السبعينات من القرن العشرين إلى أن كل من جانبي الدماغ يؤدي أنواع معينة من المهام، وقد ربطت مكارثي بين أنماط التعلم الأربعة في تصنيف كولب لأنماط التعلم والسيطرة الدماغية، وأطلقت على القائمة الناتجة اسم (4 MAT System)، وتصنف هذه القائمة المتعلمين إلى أربعة فئات حسب أنماط تعلمهم، وهذه الأنماط هي: تكامل الخبرة مع الذات، تشكيل المفاهيم، التجربة العملية وتمثيل الخبرة، الاكتشاف الذاتي.
يتضح مما سبق أن التعلم القائم على السيطرة الدماغية يلعب دوراً مهماً في المجالات التعليمية المختلفة، وذلك نظراً لتركيزه على الجوانب العقلية للمتعلم وعلى أنماط التعلم وفق نوع السيطرة، وكيفية التعامل مع المتعلم في ضوء خصائصه الدماغية، ولهذا يجب على المناهج الدراسية المعدة في ضوء التعلم القائم على السيطرة الدماغية مراعاة أنماط التعلم وفق نوع السيطرة الدماغية.