تحتفل صحيفة النبأ الإلكترونية بالسنة السادسة لتأسيسها
Adsense
مقالات صحفية

أولادنا في غيابة الجب

علي بن سالم البسامي

أولادنا في هذا العصر تائهون، لا هم إلى الأمام متقدمون ولا إلى الوراء راجعون، بمعنى أن الأولاد أصبحوا لا يحترم الكبير، ولا يقدر الشيخ العجوز، ولا عنده ذرة خلق، والصلوات مهملة، وبعض الآباء يذهبون إلى المسجد، ولا ينصح أولاده ليذهبوا إلى المسجد، وترك اللعب، بل لا يكترث لهذا الأمر، ويذهب عنهم وهم يلعبون.

وذات يوم كنت ذاهبا لأصلي، وإذا بولد يقود دراجة، وفاتح صوت المذياع بشكل صاخب، فقلت له: احترم بيت الله، فيرد لي: اذهب أنت في حالك، فتركته وذهبت عنه، وكثير من الأولاد يتجمعون على شكل مجموعات تضر بالمجتمع، فيؤذون الناس وتسلب كرامتهم، وتخرب بيوتهم، ومما يؤسف له أن نجد ظاهرة الكتابة على الجدران بكلمات تافهة.
ومن الملاحظات أيضا في هذا العصر، نجد بعض الأطفال يحفظون أسماء اللاعبين بالعالم، ولا يعرفون أسماء الصحابة -رضوان الله عنهم-بعيدين عن أقرانهم الذين يهتمون بحفظ القرآن، والاهتمام بأمر دينهم بأخلاقهم الجميلة، وخلالهم الحميدة.
ومما يمكن قوله هنا بنصيحة جامعة شاملة في غرس الآداب الفاضلة في نفوس الأطفال، كصلة الرحم التي كادت تندر في هذا الزمان، والإحسان بالوالدين، وتربيتهم التربية الحسنة، وحثهم على أداء الصلوات في أوقاتها، وتعليمهم جوانب الخير الجامعة، وتشجيعهم لحضور الندوات والمحاضرات بصحبة آبائهم وأمهاتهم، وتوقير الكبير، والرحمة بالصغير، كما ينصح الأبناء بالاستفادة بمواقع التواصل الاجتماعي وعدم الإدمان عليها، لأنها قد تكون وبالا عليهم.

والذي يؤسفني كثيرا ولد عمره في العشرينيات، ولا يعرف عن الصلاة شيئا، والعجيب في الأمر أن والده يخبرني بنفسه بأنه مشتغل عنهم، وغير مبال بالأولاد.

أيها الآباء والأمهات رفقا بأولادكم، واتقوا الله فيهم، وأنصح نفسي أولا، ثم أنتم معشر الآباء والأمهات بأن تراقبوهم وتنصحوهم.
والمدارس لها دور كبير في هذا المجال، فعندما كنا صغار نذهب إلى المدارس ونحن صغار، وتسمع من بعيد قراءة القرآن في الميكرفونات بصوت عبدالباسط عبدالصمد، والآن تسمع الموسيقى الصاخبة من الصباح.
أشغلوا أبناءكم بما ينفع ويفيد، واستغلوا طاقاتهم لخدمة المجامع، قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-((علموا أولادكم الرماية والسباحة وركوب الخيل)). أولادنا فلذات أكبادنا، وهم نعمة من الله، فلنحافظ عليها ، فهم ثروة المجتمع وبهم تنهض الأمم.

لغات أخرى – Translate

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights