تعالوا نسافر
ثرياء الحراصية
السفر هو الإنتقال من مكان الإقامة إلى مكان آخر يبعد مسافة السفر وحتى أقل أو أكثر، والإبتعاد عن مسقط رأس الإنسان أو المكان الذي أستقر فيه ويمارس حياته على أرضه ، قد يسافر الإنسان دون رجعه أو قد يعود في يوماً ما إذا شاء الله له ، السفر قد لا يكون جسدياً فقط وحسياً بل يتعدى هذا المفهوم الضيق ليتوسع في معناه لمفاهيم متعددة ومختلفة تختلف بإختلاف مدارك الإنسان وسعته الإستيعابية.
السفر الجسدي هو أن يسافر وينتقل الإنسان من مكان إلى آخر ولأسباب متعددة وقد تختلف من إنسان إلى آخر أو حتى من وقت إلى غيره من الأوقات حسب حاجة الإنسان أو ما أضطرته الظروف إلى ذلك السفر فقد يكون بداعي العمل أو للدراسة وطلب العلم أو للتنزه والسياحة أو لزيارة الأهل أو الأصحاب أو حتى للعلاج أو لإسباب دينية كالحج والعمرة وغير ذلك من الأسباب التي تستدعي من صاحبها السفر، وجب على الإنسان إذا أراد الإستمتاع في سفرة أن يكون قد أستعد إستعداداً تاماً لسفرة من الناحية الجسدية والروحية والعقلية والنفسية والمادية وأن يكون قد هيئ نفسه للسفر حتى يستطيع الإستفادة ويحقق هدفه ومبتغاه من هذا السفر.
وهنالك السفر الروحي الذي يسافره الإنسان دون الحِراك من مكانه بإن تسافر روحه في ملكوت الله عزوجل بين أرضه وسمائه يستشعر عظمة الخالق من خلال التأمل في مخلوقاته والإسترسال الروحي في جميع جوانب حياته هذا السفر قد يأتيك بغتة دون سابق إنذار أو إشعار مسبق تَسبح معه روحك وتهيم في عالم لا نستطيع وصفه الإ عندما نعيشة ونستشعر لذة السفر الروحي ومتعته.
ويأتيك السفر العقلي بحيث يكون الإنسان مختلف بعقليته عما يحيط به من أفكار لا ينسجم معها ولا تتوافق مع مفاهيمه ليس شرطاً أن يكون هو الصواب وما حوله خطاء بل قد يكون الوضع مخالف تماماً ويكون هذا الإنسان بعقليتة المختلفة وبإفكارة دخيل على مجتمعه مخالف لفطرته فجاهداً يحاول أن يعيش ويتأقلم للتعايش مع ما يحيط به ولكن عقلة غير متقبل لما حوله رافض بإن ينسجم معه لإن عقله بكل بساطة يملؤه التعقيد قد سافر لبعد آخر فتجد هذا المسافر يسافر في العالم الرقمي ليفترض له عالم مختلف ليستمر في حياته.
ونأتي للسفر العاطفي وهو من أشد أنواع السفر وطئً على الإطلاق فيكون الإنسان بجسده وروحه وعقله متواجد في مكان معين ومحدد ولكن قلبة مسافر ومحلق بين جنبات عالم مختلف فهو لا يشعر بالإنتماء للعواطف المحيطة به عاطفته مختلفه جياشة مهما كان نوعها فهي متدفقة تجبر الإنسان الذي أبتُليَ بها أن يسافر عاطفياً من خلال قلبه ومحتوياته اللأ محدودة ومكنوناتة التي لا حدود لها ليجد ضالته مع قلباً آخر هو أيضاً سافر عاطفياً ليستقر معه على أي أرض كانت .
حتى السفر بمفهومه التقليدي قد لا يكون مكتملاً فيسافر الإنسان ولكن روحه تهيم في مكان آخر، وعقله مسترسلاً في البحث عن إجابات لما يجول في خاطرة من أفكار، وقد يكون قلبه منشغلاً بالبحث عن ملاذ آمن له ، وقد لا يسافر إلى أي مكان بجسده ولكن الأنواع الأخرى من السفر تجتاحة ، الأهم من كل هذا هو كيف يتعامل الإنسان مع كل موقف يمر به بنوع من أنواع الشفافية ليحقق أقصى منفعة وفائدة له من كل ما يدور حوله من أحداث .
حفظكم المولى عز وجل في حلكم وترحالكم ودمتم بود في جميع أسفاركم.