شبابنا أمانة
بدرية بنت حمد السيابية
كثيرة هي المواقف، والمشاهد والصدف التي تصادفنا خلال مراحل الحياة، المرغوبة والغير مرغوبة -كعادتي أخصص ساعة كاملة كل يوم- لممارسة رياضة المشي، وكما تعلمون أصبحنا نواجه كثيراً من الأمراض في عصر ازدهر فيه التطور، فرياضة المشي من أسهل الرياضات وأقلها كلفة، يكفي أن تمشي في الهواء الطلق- وأثناء قيامي بهذه الرياضة، لفت انتباهي، شيئا مرميًا على الأرض، كان عبارة عن كيس صغير، والغريب كلما أخطو خطوتين، أجد نفس الكيس وبكثرة ، وأخذني الفضول لمعرفة ما هذا الشيء، وفيما يستخدم، ومن يستخدم كل هذه الكمية المرمية على الأرض، وللأسف الشديد بعد السؤال عنه والبحث عن الجواب، كانت الصدمة.
هي نوع من أنواع الممنوعات، يستخدمها الشباب في الحقيقة لا أعلم ما هي مكوناتها هذه المادة، يُدمن عليها الشباب للأسف، وله اسم متداول بينهم يُدعى ب “الأفضل” فقد انتشرت هذه الظاهرة، وبكثرة بين شبابنا، أيعقل هذا بأن هناك من يتعاطى هذه السموم وبكثرة ودون مراقبة، وصرف الأموال على هذه السموم-وناهيك عن بعض المشاكل التي تحدث ضجة بين المتعاطي ونفسه وبين أسرته، فتجده متعصبًا، حزينًا، مرهقًا، مكتئبًا، وكثير السرحان، لما كل ذلك أين عقولهم؟ أين خوفهم من الله؟ هل التقصير من قبل الأهل؟ أو التقليد من أعمى عليهم أعينهم -لذلك لابد المراقبة من قبل الأهل، وكذلك اختيارهم لأبنائهم الصديق الصالح، وزرع الثقة في أنفسهم، وزرع الوازع الديني في قلوبهم .
ولما له من آثار سلبية تهدم حياة من يتعاطى هذه السموم، من حيث الجوانب النفسية، والأسرية، والمجتمعية، وكثيرة هي الأسباب، فيتعاطى الشخص هذه السموم إما إجباري أو اختياري، ويجب على الإنسان أن يدرك ما يدور من حوله، حتى لا يؤثر سلبًا على مسار ومراحل حياته، أصبح شبابنا في تقليد مستمر، وهو التقليد “الأعمى” من المسؤول عن ذلك؟ ظهرت بعض الممارسات الغريبة الغير مرغوب فيها، كقصات الشعر، واللبس، حتى في المعاملة، ونطق بعض الألفاظ بينهم، وكل ذلك تحت مسمى “الموضة”، جيل عاصر التطور بشكل سريع. وللأسف أصبح التقليد السلبي هو مبرمج في عقول البعض.
ليكون التقليد بالشيء الإيجابي، مقتدٍ بسنة الله ورسوله، نعم التطورات أحدثت تغيرات كثيرة في حياتنا، ونحن نواكب هذا التطور ولكن لا نتسرع ونتهور في كل ما نراه ونلمسه، ونرمي أنفسنا للتهلكة، ولا نلقي اللوم على غيرنا، قال رسول الله عليه الصلاة والسلام: (لا تزولُ قَدَمَا عبدٍ يومَ القيامةِ حتَّى يُسألَ عن أربعٍ عَن عُمُرِه فيما أفناهُ وعن جسدِهِ فيما أبلاهُ وعن عِلمِهِ ماذا عَمِلَ فيهِ وعن مالِهِ مِنْ أَيْنَ اكْتَسَبَهُ وفيما أنفقَهُ)[رواه ابن جان والترمذي]، شبابنا أمانة وواجب علينا المحافظة عليهم لكلا الجنسين وكذلك الجهات المعنية في الحد من انتشار تعاطي هذه السموم، ومنع ترويجها بينهم، فكلنا ثقة بحكومتنا الرشيدة في اتخاذ القرارات المناسبة لكل ظاهرة سلبية تنتشر في مجتمعنا.(وَاتَّقُوا اللهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا) [النساء: 1]، فالوطن بحاجة لهذه الكوادر سليمة معافاة، فليحفظ الله الجميع من كل مكروه.