2024
Adsense
أخبار محليةمقالات صحفية

وداعاً إخواني وزملائي وأصدقائي

يعقوب بن حميد المقبالي

إن دورة الإنسان تدور مع دوران الزمان، فنحن كبشر تبدأ حياتنا منذ أن خلقنا اللّه في أرضه وخُلفنا فيها وترعرعنا حتى أذن اللّه لنا بالتكليف في الكثير من الأمور الحياتية كعبادته سبحانه وتعالى وإيماننا به وبما جاء على لسان الأنبياء والمرسلين وآخرهم سيدنا عليه أفضل الصلاة والسلام محمداً خاتم الأنبياء والمرسلين. كما أنه كلفنا أن نتعلم ونبحث في العلوم الشرعية والحياتية وأراد اللّه لنا ودخلنا المدارس ثم إلى الكليات والجامعات لمن رزقه اللّه تلك الميزة من التعليم حتى نكون صالحين وقياديين في هذه الأرض الذي رسم اللّه لنا فيها عمر افتراضي لا نتجاوز تلك الفترة التي كتبها اللّه لنا، ومن فضله أن مدد لنا العمر وهذا كرماً ولطفٌ منه سبحانه وتعالى.

ثم إن اللّه تعالى كلفنا للبحث عن لقمة العيش التي نعيش من خلالها، وبجد ومثابرة من أنفسنا لكي لا نكون مخلوق ثقيل في هذه الأرض مد اللّه لنا الأرزاق وأمرنا بالبحث عنها، فترى الناس يعملون في جميع القطاعات في الدولة وفي خارج الدولة وهذا كله لكسب العيش الرغيد، وبذلك نرسم لأنفسنا المسار الذي خلقنا اللّه لشأن عبادته وعمارة أرضه.

فهنا يبدأ الحراك مع العمل، وبعد أن يحصل ذلك الإنسان على وظيفة ليعمل فيها يبدأ في بناء مساراته فيعرف كيف يعمل في وظيفته المناطة به و يؤسس صداقات ومعارف وزملاء من خلال العمل، وتتجدد معه روح التعارف وتكثر لديه المعارف والصداقات ويعيش بينهم سعيداً ومحبوباً ويتبادل معهم ويتقاسم الأخلاقيات ودرجات الاحترام والتقدير حتى أنه من الصعب عليه أن يفارق واحداً منهم، ولكن لابد من الحياة أن تجعله يخطو هذه الخطوة.

وقد يأذن اللّه تعالى له بأن يفارق أحبابه وأصدقائِه وزملائه بعد فترة من العمر، فترة خروجه إلى التقاعد من ذلك العمل، هذا شيء وضع كل واحد منا بأن يأتي يوماً ما ويترك ذلك العمل وتلك الوظيفة وهؤلاء الأصدقاء والزملاء وينتقل إلى حياة أخرى بين أهله وأولاده يتكيف مع أوضاع بيته وأسرته وبيئته التي خرج عنها لفترة العمل ثم عاد إليها من جديد.

ولكن هنا تكون عودته مختلفة عن إنطلاقته في صغره، مودعاً للعمل ليمارس وظيفته التي كتب اللّه له فيها معاش الدنيا.

هُنا أقول في نهاية حديثي شكراً لمن عملت معهم، شكراً لكل زميل ولكل صديق ولكل من تعاملت معه في جميع أعمالي وفي جميع محطات عملي التي عملت فيها، وشكراً لكل من قدم لي أي خدمة من خلال تعايشي في عملي ووظيفتي التي كنت فيها.

لهم مني جميعاً التحية والاحترام والتقدير ونسأل اللّه تعالى أن يوفقنا ويجمعنا لخدمة عُماننا الحبيبة تحت ظل القيادة الرشيدة لسيدي ومولاي جلالة السلطان هيثم بن طارق المفدى -حفظك الله- ورعاك سيدي وحفظ عُمان وشعبها ومن عاش على كفها الطاهر.

لغات أخرى – Translate

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights