حسن التعامل مع الآخرين
يوسف بن عبدالله الشكيلي
قال تعالى: {أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَآءِ* تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّهَا وَيَضْرِبُ اللَّهُ الأَمْثَالَ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ }.
إن التعامل مع الآخرين فن لا يتقنه سوى أصحاب المبادئ القيمة والذين لا يملكون إلا النوايا الحسنة فهم ذوي عقول مدركة لا تقبل السلوك السيء
وهذا قدر من يعرف حسن التصرف في الأخلاقيات .. وفي النفوس الطيبة التي أصبحت نادرة في زمننا اليوم.
فما أروع القلوب التي لا تحمل إلا من الطيب تجاه الآخرين مما يزيد من المحبة والترابط والابتعاد عن كل سوء وهذا قدر الطيبين الذي يزيدون من حسن العلاقة والترابط والأخوية والتصافح الجميل والرضا .. وبعيدا عن كل الأمور البذيئة والكراهية والتعصب.
ومن الآداب التي ينبغي على الشخص أن يتعامل بها مع الآخرين؛ إبداء السلام حين لقاء الآخرين ومصافحة الأخ عند ملاقاته والابتسامة في وجهه وألا يتقدم عنه إذا كان أكبر منه سنا .. وقال صلى الله عليه وسلم: (إِنَّ لِكُلِّ عَمَلٍ شِرَّةً، وَإِنَّ لِكُلِّ شِرَّةٍ فَتْرَةً، فَمَنْ كَانَتْ شِرَّتُهُ إِلَى سُنَّتِي فَقَدْ أَفْلَحَ، وَمَنْ كَانَتْ شِرَّتُهُ إِلَى غَيْرِ ذَلِكَ فَقَدْ هَلَكَ) [صحّحه الألبانيُّ].
من تربى على احترام الناس لابد أن يكون على قدر الاحترام ولذلك مسؤولية الوالدين مسؤولية عظيمة في تربية الأولاد في تنشئتهم على الآداب الأخلاقية الحميدة واحترام قدر الناس سواء للكبير أو الصغير .. وهذا ما ينعكس في المستقبل على المجتمع لتصبح لنا أجيالا تقدر قيمة النفس بالأخلاقيات في حسن التعامل تجاه الآخرين في كل مجالات الحياة .. وأيضاً هناك دور يقع على عاتق المدرسة والمؤسسات التربوية والتعليمية المختلفة لتنشيط الجانب النفسي والاجتماعي والتفاعلي لدى الطلبة وغرس مبادئ القيم في نفوسهم خصوصا في المراحل الابتدائية وقيامهم بالأنشطة التربوية والتعليمية.
تعاملنا الاجتماعى الراقي لا يقتصر على تعاملنا مع طبقة اجتماعية معينة بل يشمل المجتمع جميعا وسيرة رسولنا صلى الله عليه وسلم شاهدة على حسن تعامله مع الناس كافة وقد قال ابن تيمية -رحمه الله- والسعادة في معاملة الخلق أن تعاملهم لله فترجو الله فيهم ولا ترجوهم في الله وما قاله أحد الحكماء؛ “ازرع الكلام طيب الكلام فإن لم ينبت كله فلا بد من أن ينبت بعضه”.