الاتصال والإدارة
حمدان بن سعيد العلوي
إنّ أساس كلّ عملية من عمليات الإدارة هو الاتصال الفعّال بكافة أنواعه ووسائله، وكمية المعلومات التي تغذي العناصر والأطراف المتعامل معها.
إن التعامل مع الآخرين في الحياة بشكل عام يحكمه الاتصال وقوة تأثيره، فإن كان الاتصال ضعيفاً أو دون المستوى تأتي نتائجه بحسب تلك المعطيات.
وهنا يجب أن تركز الدراسات ومراكز التطوير على تقوية الاتصال في المجتمع وبين مؤسساته وأفراده، فلا يمكن أن نرجو نجاح أي عملية بدون اتصال ناجح.
وإذا ما تحّدثنا عن صعوبة تبادل الاتصال بين المرسل والمستقبل وتأثيرها نقول بأنّ أصعب أنواع الاتصال هي تفاوت مستويات الثقافة والمعرفة وكمية المعلومات، فالمخزون الثقافي له دور وتأثير على هذه العمليات، فالعلم والمعرفة هي إحدى الأسس التي يمكن أن تكون سبباً في نجاحها، وكذلك اللغة والفئة العمرية التي نتعامل معها، وعلى القائم بالاتصال دراسة الطرف الآخر قبل البدء في عملية الاتصال.
وإذا ما تحدثنا عن الاتصال لن نكتفي بسردها في هذه السطور، ولكن إذا قمنا بتأسيس وحدة متخصصة في عملية الاتصال يكون دورها بث ثقافة المسؤولية المجتمعية أولاً، وهدفها بناء الوطن والمواطن؛ لتمكنا من تحقيق قفزة نحو الأمام في تأسيس إدارة واعية ومتمكنة، إضافة إلى إعداد جيل واعي ومثقف يستطيع فهم رسالة المؤسسات الحكومية.
وإذا سعت مؤسسات القطاع الخاص إلى تأسيس منظومة اتصال فعّال بينها وبين المستهدفين لحققت أرباحاً طائلة، فالاتصال له دور بارز في صناعة الهوية وتقوية العلامة التجارية.
وفي المرحلة المقبلة نحن بحاجة ماسة للتوجه نحو الاتصال الفعّال، وما يقوم به جهاز العلاقات العامة والإعلام خلق انطباعًا جيدًا ووصولاً للرضى، سواءً داخل المؤسسة أو جمهورها الخارجي.
وتسعى بعض المؤسسات الوصول إلى ذلك من خلال ابتعاث موظفيها لدورات متخصصة في كيفية التعامل مع العملاء، أساسها الاتصال الفعّال، لذلك يجب ألا نغفل عن هذا الدور الذي قد يكون بعيداً عن تفكير المسؤول، إذ يجب علينا الاستعانة بالخبراء والأكاديميين المتخصصينن، وعدم الاعتماد على رؤية المسؤول الغير مختص بغض النظر عن منصبه ومكانته.
من يؤمن بالتخصص يدرك تماماً أنه لا يمكن الوصول إلى تحقيق الأهداف ما لم نعط كل تخصص أهميته ودوره الحقيقي، وإذا ما تحدثنا عن المنصب الذي قد يصل إليه الموظف من خلال تسكينه في وظيفة أعلى بحكم عدد السنين التي قضاها في عمله، ونعتقد بأنه بحكم خبرته ودرايته سيتمكن من تطوير المؤسسة قد لا نصيب بنسبة كبيرة والسبب هو التخصص المفقود، وفقدانه لأساسيات العمل بنظام الدراسة والبحث العلمي.
ومن هنا علينا صياغة هيكلة وظيفية جديدة تعتمد على التخصص ، حيث إننا قمنا خلال الفترات السابقة بالاستعانة بخبراء لحل الكثير من القضايا الشائكة والتي كلفتنا مبالغ طائلة، فلماذا لا نختصر الوقت والجهد ونعتمد على هيكلة وتسكين المختصين في أماكنهم الصحيحة، وندير العجلة من جديد باتصال فعّال أكثر انتاجية، وإدارة فاعلة تعمل على طرق النجاح وتحقيق الأهداف؟